لا تبالغوا في الارقام

لا تبالغوا في الارقام

لا تبالغوا في الارقام

 لبنان اليوم -

لا تبالغوا في الارقام

بقلم: أسامة الرنتيسي

مشكلة التعامل مع الأرقام أزلية في العقل الرسمي، وهناك عشرات الحالات التي تكشف عن أن أرقام الحكومة في وادٍ والواقع في وادٍ آخر. والأرقام عادة تأتي لتعكس الواقع الاقتصادي خاصة، ومع هذا فمسؤولونا يتذاكون في لي عنق الحقيقة  بإعلان  الأرقام، لهذا لا يصدق المواطن المتابع، وحتى غير المعني أي أرقام تذكرها الجهات الرسمية.

في أرقام نسب البطالة تباين واضح، وتكشّف أيضا عن أرقام العمال الوافدين.

وفي نسب النمو حدثت أكثر من مصيبة، والكل يتذكر فضيحة  نسب النمو قبل سنوات.

والحال في أرقام المديونية تشبه البورصة، وفي أرقام المساعدات الخارجية أحجيات، والفضيحة الأكبر كانت في الفاتورة النفطية وأسعار  مواد الوقود.

حتى في أرقام معدل النمو السكاني في الأردن، فلا يتفقون على رقم، وتكشّف الأمر بوضوح في فترة ما حول أعداد اللاجئين السوريين، والخوف من أن تصل أحجيات الأرقام إلى معدل الإنجاب الكلي.

منذ سنوات طوال ونحن نسمع عن استثمارات بعشرات مليارات الدنانير ولا تزال الأسطوانة دائرة، ولم نرَ شيئا، بل نرى فقرا ينخر في أجسامنا.

ليست المبالغة مطلوبة في الأرقام، بل المطلوب أن تخرج البلاد من ضغط الأوضاع المعيشية الصعبة، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

لا يوجد أردني غير مقتنع بأزمة الموازنة المالية، وهو بكل ضمير صاحٍ، رضي بأن يشد الحزام منذ السنوات العجاف لعل البلاد تخرج من محنتها، وتتجاوز العُسر الذي أصابها نتيجة سياسات مالية واقتصادية عقيمة مجربة، مع أنه يرى بعينيه أن السياسات هي ذاتها، ووصفات صندوق النقد والبنك الدُّوليين هما أساس العملية الاقتصادية في البلاد  برغم  الويلات التي جرَّتها في السنوات الماضية.

لا نريد ان نسمع عن مشروعات بالمليارات، نريد فقط أن نُطمئن الناس أننا غدا لن نجوع أكثر، نريد أن تتوقف الإضرابات وتظلمات المتقاعدين، وشكاوى الموظفين في كل القطاعات. نريد فقط الحد الأدنى من الحقوق والكرامات، ولا نريد ان نسبح في أوهام المليارات ومئات المشروعات، ونحن نعرف البئر وغطاها.

نريد أن نجتاز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة بأكملها، ولسنا نحن ببعيدين عن نارها وكوارثها.

الدايم الله….

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تبالغوا في الارقام لا تبالغوا في الارقام



GMT 21:16 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

التاريخ والواقع.. بين الفهم والتضليل

GMT 21:14 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي

GMT 21:13 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

هل هي آخر الحروب؟

GMT 21:12 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

فعلا.. خليها اتحل..

GMT 21:11 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

حلبة من دون حبال

GMT 21:10 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

نصفُ نصرٍ في حرب إيران ــ إسرائيل

GMT 21:09 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

خامنئي ونتنياهو ومفاتيح ترمب

GMT 21:08 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

من هو والد الشرق الأوسط؟!

ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 17:21 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:59 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

إيلون ماسك يحذر من اقتصاد عالمي صعب

GMT 11:03 2025 الجمعة ,02 أيار / مايو

هجمات إلكترونية تضرب متاجر بريطانية فاخرة

GMT 20:32 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أفكار لتنسيق إطلالاتك اليومية

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 13:37 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

تعرفي على طريقة عمل الكريب الحلو بالوصفة الأصلية

GMT 16:12 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تحتفل بذكرى زواجها مع أسرتها بفستان جريء

GMT 08:21 2025 الخميس ,12 حزيران / يونيو

"تانغو" أصغر سيارة في العالم وأغلى من "لمبرغيني"

GMT 11:05 2025 الجمعة ,02 أيار / مايو

زلزال بقوة 4.9 ريختر يضرب مقاطعة فلبينية

GMT 12:40 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح ميزة جديدة للمكالمات الجماعية المرئية

GMT 11:06 2022 الإثنين ,14 شباط / فبراير

أفضل الزيوت الطبيعية للعناية بالشعر الجاف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon