بونابرتية فى مصر

"بونابرتية" فى مصر

"بونابرتية" فى مصر

 لبنان اليوم -

بونابرتية فى مصر

د. وحيد عبدالمجيد

فقر المعرفة هو أخطر أنواع الفقر فى عصر ثورة الاتصالات والمعرفة. ولذلك علينا أن نعمل بجدية للحد من هذا الفقر حتى فى بعض أبسط تجلياته, حين لا يتطلب الأمر أكثر من معرفة وقائع تاريخية بسيطة.
فمن الضرورى مثلا العودة الى كتب التاريخين الفرنسى والأمريكى قبل الحديث عن تجارب رؤساء جاءوا من خلفية عسكرية فى نظم حكم ديمقراطية مثل ايزنهاور و ديجول.
وفضلاً عن أن مصر ليست هذه الدولة أو تلك بتقاليدها السياسية المتراكمة عبر أكثر من قرنين، فلا مجال أصلاً للمقارنة بين نظام الحكم الأمريكى ذى الخصوصية الشديدة جداً وأى نظام سياسى فى باقى دول العالم. ففى الولايات المتحدة حزبان رئيسيان ينصهر أى قادم جديد إلى عالم السياسة داخل أحدهما فيصير شخصاً آخر غير ذلك الذى كانه قبل أن يلتحق به. وهذا هو ما حدث مع ايزنهاور.
أما المقارنة مع فرنسا فهى جائزة فى حدود معينة اذا لم تكن انتقائية تقتصر على حالة ديجول الذى تولى الرئاسة بعد أن مرت الثورة الفرنسية بمراحل مد وجزر كثيرة. فمن 1789 إلى 1958 كانت فرنسا قد تجاوزت التداعيات السلبية لثورتها ورسخت آثارها الإيجابية ولم تعد فى حاجة إلا إلى حكم أكثر استقراراً بعد عدم نجاح النظام البرلمانى0وفى هذا السياق ظهر دور ديجول فى تأسيس الجمهورية الخامسة على أساس شبه رئاسي. ولذلك لابد من التساؤل عما إذا كانت حالة ديجول هى الأقرب لمصر الآن أم حالتا بونابرت الأول والثانى فى 1799 و1852.
فبعد 10 سنوات على ثورة 1789، بدا نابليون بونابرت منقذاً لفرنسا التى مزقتها الفوضى والحرب الأهلية والتدهور الاقتصادى وأصيب معظم الناس بالهلع الذى يدفع إلى البحث عن مخلَّص.
وأعيد إنتاج المشهد بطريقة مختلفة بعد 53 عاماً عندما دعمت البرجوازية والقوى الليبرالية الفرنسية تولى الجنرال الحفيد لويس بونابرت السلطة خوفاً من صعود التيارات الاشتراكية والطبقة العاملة فى موجة 1848 الثورية التى سعت إلى تحقيق أهداف ثورة 1789 وإضفاء أبعاد اجتماعية عليها.
فليتنا نقارن الظروف التى أحاطت هاتين الحالتين, وخاصة الثانية التى صارت معروفة باسم الظاهرة البونابرتية, بأوضاع مصر الان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بونابرتية فى مصر بونابرتية فى مصر



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon