التنشئة

التنشئة

التنشئة

 لبنان اليوم -

التنشئة

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

تحظى عملية التنشئة الاجتماعية بأهمية خاصة فى تكوين وعى الإنسان وكيفية تعامله مع الآخرين ودوره فى المجتمع. فهى تزوده بما يُطلق عليها خريطة إدراكية يستقبل من خلالها المؤثرات الاجتماعية المختلفة ويتعامل معها. ويحدث الجزء الأكبر فى عملية التنشئة فى مرحلة الطفولة. وتقوم الأسرة بالخطوة الأولى فى هذه العملية. فوعى الإنسان يتأثر تأثرًا كبيرًا بما يتلقاه فى مرحلة تنشئته الأولى من مؤثرات تحدد اتجاهاته وإدراكه لما حوله وكيفية تعامله مع المعطيات والمتغيرات التى تحدث بها. وعلى سبيل المثال تختلف المؤثرات التى يتلقاها الفرد فى مرحلة التنشئة المبكرة على مدى التسامح أو التعصب فى أسرته, وكذلك فى أوساط أصدقائه الذين يحتك بهم فى مرحلتى الطفولة والمراهقة. وربما نجتهد، هنا، فننحو إلى افتراض أن أساس التسامح أو التعصب يوضع فى مرحلة مبكرة من خلال التفاعل فى الأسرة ومع الأصدقاء وقبل أن يبدأ دور المؤسسة التعليمية مع التحاق الفرد بها, ثم يتعرض لتأثير أوسع من المجتمع العام الذى يبدأ فى التفاعل معه خلال مراحل دراسته. ومع ذلك ربما تكون المؤسسة التعليمية، التى تؤدى دورها بشكل صحيح وصحى، هى أداة التنشئة التى يمكن أن تساعد فى تغليب القيم والمعتقدات المعززة للتفاعل الإيجابى والمحققة بالتالى للتكامل فى المجتمع.

ولذا تحتاج المؤسسة التعليمية إلى تطوير مستمر لضمان أداء هذا الدور بالكيفية التى تمكنها من التغلب على مؤثرات سلبية تلقاها الطالب فى الفترة التى تسبق التحاقه لها. وهذا التطوير ضرورى فى المناهج الدراسية بطبيعة الحال. ولكن ضرورته قد تكون أكبر فى وسائل التدريس وأدواته. فالمسألة ليست تلقين الطلاب ما يدعم القيم والمعتقدات الإيجابية مثل التسامح والتعايش وقبول الاختلاف، بل تعويدهم على ذلك من خلال الممارسة. ويمكن أن يتحقق ذلك باعتماد طريقة للتدريس يلعب الحوار دورًا أساسيَا فيها. فالحوار الحر هو الذى يفتح العقل على حقيقة أن هناك اختلافًا بين الناس، وأن هذا الاختلاف أمر طبيعى وسُنة من سُنن الله فى خلقه.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنشئة التنشئة



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon