لا تعنيهم السلطة

لا تعنيهم السلطة

لا تعنيهم السلطة

 لبنان اليوم -

لا تعنيهم السلطة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

بقوة وثقة كاملتين، أعلن رئيس الحزب الديمقراطى الاشتراكى الألمانى مارتن شولتز أن حزبه لن يبقى فى الائتلاف الحكومى الجديد الذى ستقوده مُجدَّداً أنجيلا ميركل رئيسة الحزب الديمقراطى المسيحي. 

كان شولتز يتحدث أمام حشد من أنصاره بعيد ظهور النتائج شبه النهائية لانتخابات البرلمان «البوندستاج» الألمانى مساء الأحد الماضي، وقد علم أن حزبه خسر نحو 5% من الأصوات التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة رغم احتفاظه بالمركز الثاني. 

ولابد أن تكون هذه النتيجة الصادمة فى مقدمة الأسباب التى دعت شولتز لأن يعلن، بعد التشاور مع قادة حزبه، رغبته فى الانتقال إلى المعارضة. فقد أصبح واضحاً أن استمراره شريكاً صغيراً لميركل والحزب الديمقراطى المسيحى يؤدى إلى تراجعه، وقد يقود إلى اضمحلاله، وهو الذى لعب الدور الأكبر فى بناء نهضة ألمانيا الغربية قبل سقوط سور برلين. 

ولا يعنى ذلك عدم الالتفات إلى افتراض آخر يطرحه بعض المحللين، وهو أن شولتز أراد أن يبادر برفض المشاركة فى الائتلاف الجديد قبل أن تستبعده ميركل، بعد أن فهم من خطابها أنها تميل إلى تشكيل ما يسمى الائتلاف الكبير، الذى يضم حزبين آخرين على الأقل، وقد لا يكون للحزب الديمقراطى الاشتراكى مكان معقول فيه، رغم أنها لم تفصح عن ذلك. 

غير أن الافتراض الأقوى هو أن شولتز ورفاقه لا يريدون المشاركة فى الحكومة القادمة لأنهم يضعون مصلحة حزبهم ومستقبله فوق أى نفوذ يتمتعون به من خلال وجودهم فى السلطة. والملاحظ أن شولتز كان يتحدث وبجواره ثلاثة على الأقل من وزراء ووزيرات حزبه فى الحكومة التى انتهت فترتها. وقد صفقوا بحرارة عندما أعلن عدم المشاركة فى هذه الحكومة. 

فقد خلصوا إلى أن انتقال الحزب إلى المعارضة ستُغيَّر صورته التى صارت باهتة لدى الرأى العام، وربما رأوا أيضاً أن هذا الانتقال ضرورى لكى لا يتولى اليمين الشعبوى (حزب البديل من أجل ألمانيا) زعامة المعارضة بعد أن حل ثالثاً فى هذه الانتخابات، ويحصل على الأولوية فى مناقشات البرلمان. 

فما أروعها الثقافة الديمقراطية حين تقترن بتقاليد مؤسسية عريقة تجعل مواقع المعارضة مفضلة فى كثير من الأحيان على مقاعد السلطة. 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تعنيهم السلطة لا تعنيهم السلطة



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon