السودان  وغزة

السودان .. وغزة!

السودان .. وغزة!

 لبنان اليوم -

السودان  وغزة

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

حسنُ جدًا أن يهتم كثيرُ من العرب بمعاناة أهل غزة تحت القصف المتواصل والحصار المطبق. ولكن بعض هذا الاهتمام الحسن لا ينم عن نية حسنة. نجد بين المهتمين من يُحملون المقاومة المسئولية عن معاناة أهل غزة، ويعتبرون بالتالى أن الكيان الإسرائيلى ليس المسئول الأول عن الإبادة الشاملة وإن كانوا لا يفصحون عن ذلك. وبين هؤلاء من يكرهون المقاومة، ويجدون فى مأساة قطاع غزة فرصةً لمهاجمتها.

لا يذرف هؤلاء أيًا من دموع التماسيح على أهل السودان, رغم أن محنتهم لا تقل عن معاناة أهل غزة, لسبب بسيط هو أن هذه المحن ناتجة من حرب داخلية، وليس من كفاح ضد احتلال غاشم. ومع ذلك ربما يرجع عدم اهتمامهم بمعاناة السودانيين إلى عدم معرفتهم بالمدى الذى بلغته مأساتهم. ولذا نسوق إليهم ملخصًا غير وافٍ لتقريرٍ حديث إنه صادر عن برنامج الأغذية العالمى الذى ينشط فى السودان منذ بداية الحرب, التى دخلت قبل أيام عامها الثالث. يفيدنا التقرير بأن السودان يشهد ما يسميها أكبر أزمة جوع فى التاريخ الحديث نتيجة استمرار تدمير سبل العيش، وإعاقة وصول المساعدات. فقد تم تأكيد حدوث مجاعة للمرة الأولى فى أغسطس 2024 فى مخيم زمزم شمال دارفور. وامتدت المجاعة بعد ذلك إلى عشر مناطق أخرى تعانى مما يسميه معدو التقرير مستويات كارثية من الجوع. ولا يعنى هذا أن الأوضاع على مايرام فى المناطق الأخرى. فقد حدثت, ومازالت, أزمات جوع متفاوتة فى بعضها فى أوقات مختلفة تصاعد القتال فيها، أو مُنع وصول المساعدات المُنقِذة للحياة إليها، أو تعذر توزيع محتويات الشاحنات لأسابيع بسبب تدهور الوضع الأمنى. ووفقًا لهذا التقرير يواجه نحو نصف السودانيين الباقين، سواء المقيمون فى مناطقهم أو النازحون داخليًا من انعدام الأمن الغذائى. فلا ننسى أن مأساة السودان ليست فى أزمات الجوع فقط. فقد أرغم أكثر من 15 مليون سودانى على مغادرة منازلهم ومناطقهم إما نزوحًا إلى الداخل، أو لجوءًا إلى دول مجاورة أهمها مصر. ولكن بعض المتباكين على غزة لا يبكون على السودانيين لأن إسرائيل وأمريكا ليستا السبب الرئيسى فى محنته الراهنة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان  وغزة السودان  وغزة



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon