باعة الفتوى الجائلين

باعة الفتوى الجائلين!

باعة الفتوى الجائلين!

 لبنان اليوم -

باعة الفتوى الجائلين

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

اتصل بى أول أمس أستاذنا الكبير د.صلاح فضل غاضبا وحانقا على ما قرأه عن إقامة وزارة الأوقاف كشكا للفتوى بإحدى محطات مترو الأنفاق قائلا إنه تكريس للدولة الدينية التى يريد البعض شدنا إليها.قلت له، ذلك صحيح ولكن المسألة فى نظرى أبسط من ذلك، إنها إحدى مظاهر قصور تفكير ورؤية بعض رجال الأوقاف والأزهر، مع كامل التسليم بنواياهم الطيبة! إن أحدا لا يمكن أن يختلف على ضرورة وحيوية تنقيح الخطاب الدينى، وتنقيح «مضمون» الفتاوى الدينية ولكن اختلافنا هو حول كيفية ومكان تقديم هذه الفتاوى. وبكل صراحة و وضوح أقول إن بدعة أكشاك الفتاوى فى محطات مترو الأنفاق تعكس منطقا فاسدا يتعامل مع الفتوى باعتبارها سلعة تباع وتشترى، وبالتالى فإن تقديمها مجانا فى أماكن عامة يساعد على تسويقها وتوصيلها للناس. هذا كلام فارغ، طبعا كل سلعة يمكن أن تشترى من أكثر من مكان: من بائع جائل، أو من كشك صغير، أو من محل، أو من سوبر ماركت...إلخ فما المانع إذن من إتاحة الفتاوى ــ مجانا! ــ على أرصفة الشوارع وفى محطات مترو الأنفاق؟ أقول لكم: المانع هو جلال وهيبة الدين وقضاياه، الفتوى الدينية أجل من وجبة فول نتناولها على عربة فى الشارع، أو من خضار نشتريه من بائع على قارعة الطريق. بل إنها أصبحت أقل من الديلفرى الذى يطلبه المستهلك، وإنما سلعة يبيعها بائع متجول. وبالمثل فإن مقدم الفتوى يفترض أن يختلف مقامه- وشعوره- عن صاحب أى مهنة، فهناك «كاتب» يجلس على أبواب المحاكم طلبا للزبون وهناك المحامى الذى يعمل فى مكتب محاماة. رجال أكشاك الفتاوى هبطوا بقضايا الدين والشرع من علياء السماء إلى الأرض، بل إلى ماتحت الأرض، إلى الأنفاق! ترى...ماذا لو عاد الشيخ محمد عبده أو الشيخ محمود شلتوت إلى الحياة، وشاهد مفتى المحطة..ماذا سيقول له؟ سيقول قم يارجل واحترم عقيدتك ومهنتك والزم مكانك فى بيت الله! 

المصدر: صحيفة الأهرام

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باعة الفتوى الجائلين باعة الفتوى الجائلين



GMT 09:49 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

من حقنا أن نفهم ما يدور حولنا..

GMT 09:25 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 08:41 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 08:24 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

مرحبا بالبرهان

GMT 07:32 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

دموع تيريزا ماى!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon