الأخوة الإنسانية

الأخوة الإنسانية

الأخوة الإنسانية

 لبنان اليوم -

الأخوة الإنسانية

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

الدعوة التى أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للمؤمنين من كل الأديان للصلاة يوم الخميس 14 مايو، بمشاركة فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، من أجل أن «يرفع الله وباء كورونا، ويلهم العلماء لاكتشاف دواء يقضى عليه، وينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء انتشاره» مثلت خطوة استثنائية فى تاريخ العلاقة بين الأديان.

والمؤكد أن هذه الدعوة غير معتادة ولم يسبق أن بادرت بها المؤسسات الدينية الكبرى فى العالم، إلا أن وجود شيخ الأزهر أحمد الطيب بكل ما يمثله من قيم نبيلة واستنارة وزهد واستقامة، وأيضا البابا فرانسيس بآرائه التقدمية وانفتاحه على الآخر، وأيضا زهده واستقامته، جعل الفكرة الحالمة للإخوة الإنسانية واقعا معاشا.

صحيح أن هذه الدعوات لن تحل كل مشاكل العالم، ولكنها تعطى طاقة أمل لكثيرين بأن التعايش بين الأديان ونبذ التعصب والكراهية أمر وارد، وهو ما يمكن أن يمثل أيضا طاقة أمل فى السياسة بأن قبول التعدد فى الفكر والرؤى هو من سنن الكون والحياة وليس فقط بين الأديان إنما أيضا بين الدول.

وقد يعتبر البعض أن دعوة الصلاة هى دعوة «للتواكل»، خاصة فى مجتمعاتنا العربية، فيكتفى البعض بالصلاة ولا يهتم بالأخذ بالأسباب وينسى دور العلم فى مواجهة الجائحة.

والحقيقة أن التواكل لا علاقة له بالدعوة للصلاة، فقد نصت دعوة الأخوة الإنسانية بشكل قاطع على دور العلم حين قالت: إذ نؤكد إيماننا بأهمية دور الطب والبحث العلمى فى التصدى لهذا الوباء، فإننا لا ننسى أيضا أن نتوجه إلى الله وندعو الناس، فى جميع أنحاء العالم، أن يتوجهوا إلى الله بالصلاة والصوم والدعاء.

الحقيقة دور العلم هو الحاسم فى مواجهة جائحة كورونا، أما الجوانب الروحية فهى تخص المؤمنين فى كل العالم، مسلمين ومسيحيين ويهودا، وحتى أصحاب الديانات غير السماوية من حق الجميع أن يمارس الطقوس الدينية أو غير الدينية التى تريحه على المستوى النفسى والوجدانى.

وإذا كان كثيرون اعتبروا الاستماع للموسيقى فرصة للراحة والسكينة وانتشرت فى أوروبا حفلات كبرى الفرق العالمية عبر الإنترنت (Online) تعزف مقطوعات موسيقية كلاسيكية وغير كلاسيكية واعتبرها كثيرون مصدر الراحة والسكينة الوحيد لهم فى أوقات الحظر والأزمة ودون أن يضع أحد هذا الموقف فى مواجهة العلم أو بديلا عنه.

دعوة الناس لصلاة جماعية خطوة ملهمة لكثيرين مؤمنين وغير مؤمنين، لأنها تحمل رسالة تعايش ومحبة بين كل الأديان، وفى نفس الوقت تعطى للناس قدرة على تحمل الصعاب القادمة دون أن يحاول البعض جعل التعبير عن المشاعر الدينية وكأنه ضد العلم والعلماء، إنما هو طاقة سكنية واطمئنان لملايين البشر.

فشكرا لشيخ الأزهر أحمد الطيب وشكرا للبابا فرانسيس ونعم للأخوة الإنسانية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخوة الإنسانية الأخوة الإنسانية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon