رجاء من «تائب عن الإخوان»

رجاء من «تائب عن الإخوان»

رجاء من «تائب عن الإخوان»

 لبنان اليوم -

رجاء من «تائب عن الإخوان»

عمار علي حسن

«الإخوان ضللونى، وأيمن نور ضحك علىّ، منهم لله»، هكذا جاءنى صوته باكياً، تتقطع حروف كلامه فى نشيجه الحار، طلبت منه أن يهدأ قليلاً حتى أتبين ما يقول، فقال هذه المرة بوضوح: «أنا أريد العودة إلى مصر بأى ثمن، أعرف أننى أخطأت، لكن عزائى أننى لم أحمل سلاحاً، ولا حرّضت على عنف».

هذا الصوت لاحق وهاتف فى إلحاح ورجاء كثيرين من الكتاب فى الأيام الأخيرة، واستجاب بعضهم وكتبوا عنه، وطالبوا السلطات بأن تنظر فى حاله ومآله. إنه الإعلامى الأستاذ طارق عبدالجابر، الذى يعرفه المشاهدون فى مصر على أنه «المذيع الذى كان فى الصف الأمامى أيام الانتفاضة الفلسطينية، يراسل التليفزيون المصرى، بتقارير ميدانية، لفتت الانتباه بقوة».

لا أعرف ما قاله «طارق» على قنوات الإخوان «الشرق» أو «مكملين» أو حتى على قناة «الجزيرة» المؤيدة لهم، لكن أعرف ما قاله لى فى مكالمتين، فى الأولى قال «أخشى إن عدت أن أودع فى السجن»، وفى الثانية قال: «أريد العودة حتى لو قضيت بقية أيامى فى السجن». الرجل مريض بداء عضال، ويقيم الآن فى اليونان، فهو يحمل جنسية هذا البلد الصديق، لأن السيدة والدته كانت يونانية. ومع هذا لا تغنيه اليونان عن مصر، التى يقول عنها: «عرفت قيمتها أكثر بعد أن ابتعدت عنها».

يحكى «طارق» تجربة معروفة لكل من درس تاريخ الإخوان تؤكد أن هذه الجماعة، التى تستغل الدين فى خدمة هدفها الرئيسى، وهو تحصيل السلطة والثروة، تأكل حلفاءها تباعاً، ولا تحمى إلا من ينتمون إليها بشكل لصيق، وهم من يحملون موقع «عضو عامل»، وبعدهم يأتى «المنتسبون»، وغير ذلك تأكلهم لحماً وترميهم عظماً، بل إنها تعتبرهم مجرد أدوات تستبيح استخدامهم، وهى تظن أنها تحسن صنعاً بدفاع مزعوم عن الإسلام، وكثيراً ما ضحى الإخوان بمن اعتقدوا أن لهم عهداً ووعداً، وعبروا على أجسادهم، ولو خطوة واحدة، نحو أهدافهم.

ولعل طارق عبدالجابر قد اكتشف هذا، وهناك كثيرون مثله باتوا الآن واعين بهذا، وهناك من لا يزالون سادرين فى غفلتهم، وبعضهم لا تزال منفعته من الإخوان سارية وجارية، وبالتالى يرابط عندهم دفاعاً عنها لا دفاعاً عنهم، حتى لو أظهر لهم غير ذلك، إلى حين.

أعتقد أن ملف حالة طارق عبدالجابر، وكل المتوافقين معه فى الموقف والمشابهين له فى الحالة، يجب أن يفتح بوعى، ويدرس جيداً، ولعل فيه فائدة إن عاد هؤلاء وقصوا علينا، عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ما كابدوه خلال فترة وجودهم بكنف قيادات الجماعة الهاربين، ليعرف الناس أكثر عنهم، تصوراتهم وخططهم وارتباطاتهم.

إن طارق عبدالجابر فى النهاية مواطن مصرى، يحمى الدستور حقه فى العودة إلى بلده، وإن كان لدى أى طرف ما يأخذه عليه ويستحق العقاب فليكن هذا من خلال القضاء، فإن لم يكن، فليعد الرجل سالماً إلى أهله وداره، ولنمنع، هو ومن فى مثل حاله، من العودة إلى ما كانوا عليه قبل أن يقولوا لنا بصوت جهورى: أخطأنا وتبنا، فاغفروا لنا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجاء من «تائب عن الإخوان» رجاء من «تائب عن الإخوان»



GMT 04:35 2018 الخميس ,17 أيار / مايو

غياب عمرو أديب

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon