مساء الورد مسرحية في حضرة أشباح الغربة
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

"مساء الورد" مسرحية في حضرة أشباح الغربة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "مساء الورد" مسرحية في حضرة أشباح الغربة

دبي ـ وكالات
هل تتحول الغربة في داخلنا إلى أشباح، لكي نطير في الهواء دون قيود أو قوانين، أم أنها أسطورة الخوف من أجل تحقيق البقاء واستمرارية الشك والسؤال نحو النور والظلام ومفارقات الحياة والقدر. أسئلة كثيرة دون إجابات دون حلول أثارتها مسرحية "مساء الورد" لمسرح دبي الأهلي من اخراج وتأليف محمود أبو العباس، التي عرضت أول من أمس، على خشبة مسرح قصر الثقافة، وأسدلت في نهاياتها لمحة حيّة لانسيابية مشهد الوردة والندى المنسوج طوال ساعة من عرض المسرحية. الجدلية في العمل ليست حول معطيات النص القريب من العبثية القصصية، بل اللغة الرفيعة في صياغتها والمتوترة في تعبيراتها على الخشبة، والتي احتاجت إلى مراقبة تفاعلية للصوت الداخلي للممثل. الكل رأى من المسرحية شموعاً أشعلتها نبضات إخراجية حيّة، لنص مغرق في هواجس الفزع، والذي طرح منحى السلطة الأسرية والجوقة العشقية ومنظومة الاستبداد والقمع وإقصاء الآخر. الفضاءات المسرحية تقدم عادة أيديولوجيات فنية، وسياسة للغة البصرية تقحم المتابع في حالات من الأنس المخيف، وهذا ما صنعته بعض مشاهد العرض، الذي جُسد عبر أشكال الحوار في أكثر من موقع بين الشخصيات الحيّة على الخشبة، والشخصيات التي مثلت الظل وربما الشبح وربما الأرواح المعذبة وربما الحقيقية. شكل المكان بيت قديم تارة وسجن تارة أخرى بمحركات سينوغرافيا ديناميكية. في الحدث هناك أب يجره الخوف نحو الهروب ومعه أبنائه الثلاثة - ابنه الأكبر وابنتاه الكبرى والصغرى - من خطر يداهمهم في الخارج ومن صراع داخلي يكاد يقتل الأب خوفاً على نفسه وعلى أبنائه، ليأتي مفهوم الخوف باعتباره مصدراً لتسلط الأب، ويظهر ذلك جلياً في الصراع الخارجي بينه وبين ابنه. شخصيات الظل مثلت الأشباح أو الأرواح المغمورة بفاجعة موتها، استيقظت بدخول العائلة للبيت المهجور، لتوحي للمتلقي بأسئلة هل كانت تلك الأرواح نائمة فعلاً، أم أنها مدسوسة في الهواء، وتنتظر فرصة للبوح وتحرير نفسها من قبضة الريح العابرة، بعد أن تم قتلها أو تعذيبها أو تدنيس إنسانيتها دون محكومية عادلة. برزت جماليات العرض في هذا التلاقي بين العائلة ورجال خيال الظل. إلى جانب دور الابنة الصغرى مشكلة طوال وجودها على الخشبة شمعة أمل، فالكل خارج الخشبة يتتبع حراكها على المنصة، فقد تولت إشعال شموع ووضعها الخشبة بحجة أن معلمتها في المدرسة أكدت لها أن النور هو الممر إلى الحياة، وظلت تشعل تلك الشموع طوال العرض صانعة بانوراما التقاء ضوء الأمل بظلام الإحباط.
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساء الورد مسرحية في حضرة أشباح الغربة مساء الورد مسرحية في حضرة أشباح الغربة



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:07 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات
 لبنان اليوم - فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات

GMT 14:33 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج
 لبنان اليوم - رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج

GMT 18:36 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025
 لبنان اليوم - إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 لبنان اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 18:34 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
 لبنان اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon