الأزمة السورية تقسّم مدينة حمص إلى أربعة مدن
آخر تحديث GMT21:44:21
 لبنان اليوم -

الأزمة السورية تقسّم مدينة حمص إلى أربعة مدن

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الأزمة السورية تقسّم مدينة حمص إلى أربعة مدن

حمص – عادل نقشبندي
تعيش مدينة حمص وسط سورية منذ ما يقارب سنة، واقعاً يختلف بمعطياته عن أي مدينة سوريّة أخرى، واقعاً فرضته ظروف الأزمة وثبتته الأحداث الجارية في المدينة، فقسمتها إلى أجزاءٍ أربعة وكأن كل جزء منها مدينة بحدّ ذاتها، ولكل "مدينة" منها نمط حياة مختلف لا يشبه الآخر في أيٍّ من تفاصيله، والاتفاق الوحيد بينها هو الألم المقيم فيها.وفي تقرير للمعارضة السورية حول أحوال المدينة، قسمها إلى أربع مدن، وبدأ التقرير بالحديث عن الأحياء المحاصرة التي تشكل أكثر من نصف مساحة مدينة حمص، دمارٌ لا يشبه ذلك الذي نراه في الأفلام الهوليودية عن المدن المنكوبة والبلدان التي عانت حروباً مماثلة، فبعد حصار قارب 16شهراً، تعاني هذه الأحياء بمن فيها من عائلات وبضع عشرات من المقاتلين من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، حتى يكاد "البرغل" المادة الوحيدة المتبقية فيها، عدا عن الأمراض والمشاكل الصحيّة، التي تصعب معالجتها في ظلّ قصف لم يتوقف منذ بداية الحصار وحتى اليوم.في هذه الأحياء المعارضة يعاني الناس من سيطرة أمنية خانقة، تمثلها حواجز للدفاع الوطني (الشبيحة) المنتشرة في كل مكان، والرقابة الأمنية صارمة على أي تحرّك، حتى بات المرور من حي لآخر محاذٍ مشكلة كبيرة, فالمرور مثلا من الحمرا إلى الإنشاءات، يتطلب أن يتجاوز الشخص حاجزين أمنيين لفرعيين مختلفين.أن تعيش في هذه الأحياء المصنفة على أنها "آمنة" يعني أن يكون المرء مطمئناً، فلا اشتباكات ليلية ولا قصفاً يوميا، لكن ذلك لايمر بلا ثمن، فالاقتحامات لا تهدأ والاعتقالات على مدار الساعة، ويكفي أن تمرّ على حاجز من الحواجز المنتشرة بكثرة لتعتقل سواء أكان السبب موجودا أم لا.الوعر، حمص الجديدة كما تعرف بين الحماصنة، بمساحتها الكبيرة وبعدها عن مركز المدينة، مزيج بين القسمين السابقين، حيٌ  تنهمر عليه القذائف ولو بشكل أقل مما يحصل في حمص المحاصرة، وهو حي مليء بالسكان والنازحين كما في الأحياء المعارضة الواقعة تحت السيطرة الأمنية، إنما السيطرة هنا للجيش الحر.لا اعتقالات ولا اقتحامات في هذا الحي، وهذه ميزة يتفوق بها على بقية الأحياء كالغوطة وكرم الشامي والمحطة، لكن أي ردّ على عملية ينفذها الجيش الحر تكون بقصف المدنيين في هذا الحي، وهذه سلبية قياسا للأحياء السابقة الذكر، والحمصي المحتار في مكان سكنه بين شطري المدينة المعارضين يكون أمام خيارين، أحلاهما مرّ.رابع المدن الحمصية حسب التقرير هي الأحياء المؤيدة في طرفها الشرقي والتي تعيش حياة أخرى لا تشبه بقية أجزاء المدينة الثلاثة ، فلا لاجئين ولا اعتقالات وخدمات متوفرة بأمر من النظام.ومن قاربت أعمارهم سن الخدمة العسكرية اختاروا الانضمام لجيش الدفاع الوطني (الشبيحة) بدلا من الجيش النظامي، فالمغريات المالية أكبر والعمل التشبيحي يقتصر الأحياء المجاورة، ولا يمتد إلى مدن أخرى كما هو حال الجيش.لا يعكر صفو ليل هذه الأحياء أي شيء إلا أصوات القصف على أحياء المدينة القديمة أو الوعر كونها صادرة من راجمات صواريخ مثبتة في حدائق عكرمة والنزهة والزهراء، وأحياناً بضع قذائف متفرقة في فترات زمنية متقطعة، تأتي هناك وهناك وتحقق بعض الإصابات في صفوف الشبيحة والمدنيين.  
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة السورية تقسّم مدينة حمص إلى أربعة مدن الأزمة السورية تقسّم مدينة حمص إلى أربعة مدن



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:07 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات
 لبنان اليوم - فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات

GMT 14:33 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج
 لبنان اليوم - رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 18:36 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025
 لبنان اليوم - إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 لبنان اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 18:34 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
 لبنان اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon