دمشق ـ لبنان اليوم
أعلنت الحكومة السورية، على لسان وزير خارجيتها أسعد الشيباني، عن التوصل إلى اتفاق لوضع خارطة طريق واضحة وشاملة تخص محافظة السويداء الجنوبية، وذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان، بمشاركة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك. وأكد الشيباني أن الاتفاق تم بدعم مباشر من كل من الولايات المتحدة والأردن، ويهدف إلى إعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري بشكل دائم.
وأوضح الشيباني أن السلطات السورية ملتزمة بمحاسبة جميع مرتكبي الجرائم والانتهاكات، مع العمل على إعادة الخدمات الأساسية إلى المحافظة، تمهيدًا لعودة الحياة الطبيعية وعودة النازحين الذين غادروا مناطقهم بسبب النزاع المسلح الذي شهدته السويداء في الأشهر الماضية.
كما أشار الوزير السوري إلى إطلاق مسار جديد لتحقيق المصالحة الوطنية في الجنوب السوري، بما يشمل تهدئة الأوضاع الأمنية والسياسية، واستعادة الهدوء الكامل في عموم المنطقة الجنوبية، مؤكدًا أن الحكومة السورية ماضية في هذا الطريق بدعم دولي وإقليمي واضح.
من جهته، أكد المبعوث الأميركي توم براك التزام واشنطن بمساعدة الحكومة السورية على تنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أن ما تم الاتفاق عليه يُعد "خطوة تاريخية" على طريق الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا. كما ثمّن الدور الكبير الذي لعبه الأردن في تسهيل المفاوضات والتوصل إلى هذا التفاهم.
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بمحاولة تقسيم سوريا، معتبرًا أنها الجهة الوحيدة التي تستفيد من زعزعة استقرار الجنوب السوري. لكنه أوضح في الوقت ذاته أن خارطة الطريق التي تم التوافق عليها تراعي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، في إطار تفاهمات دولية تهدف إلى تجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح أواخر أغسطس الماضي أن حكومته تسعى لجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح، وكرر في عدة مناسبات أن إسرائيل مستعدة للدفاع عن "الموحدين الدروز" في السويداء.
في المقابل، كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد ندد الأسبوع الماضي بأي محاولات تستهدف وحدة الأراضي السورية، متهمًا إسرائيل بالعمل على مشروع تقسيم للجنوب. كما أشار إلى استمرار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشأن المنطقة العازلة، مؤكّدًا أن "أطرافًا داخلية تستقوي بإسرائيل لكنها لن تنجح في تحقيق أهدافها"، في إشارة إلى بعض الدعوات التي صدرت من قيادات درزية محلية خلال الأشهر الماضية.
وتجدر الإشارة إلى أن محافظة السويداء شهدت في 13 يوليو الماضي مواجهات مسلحة عنيفة بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، أدت إلى نزوح نحو 200 ألف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة. لكن منذ 19 يوليو، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما مهّد لعودة تدريجية و"خجولة" للنازحين، وسط جهود مستمرة لإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
قد يهمك أيضــــــــا
التدخل الإسرائيلي في سوريا تصعيد عسكري وأهداف استراتيجية وسط تحولات داخلية وإقليمية
غارة إسرائيلية على دمشق تُفزع مذيعة تلفزيون سوريا على الهواء واستهداف مباشر لقصر الرئاسة ومبنى وزارة الدفاع
أرسل تعليقك