بيروت ـ لبنان اليوم
تواصل الولايات المتحدة الاميركية ضغوطها في مجلس الامن الدولي من اجل فرض جدول زمني واضح ومحدد لسحب قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل من جنوب لبنان معتبرة ان استمرار المهمة بشكلها الحالي لم يعد مجديا ولا يتلاءم مع اولوياتها الاستراتيجية في المنطقة. وتشير اوساط دبلوماسية الى ان واشنطن تسعى من خلال هذا الموقف الى تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية اكبر في مسألة ضبط الحدود وتنفيذ قرار حصرية السلاح بيدها باعتبار ان الوجود الدولي الطويل الامد لم يحقق النتائج المرجوة.
في المقابل يبرز اعتراض واضح من عدد من الدول الاعضاء الدائمة وغير الدائمة في مجلس الامن التي ترى ان الانسحاب المفاجئ او المتدرج لليونيفيل في الظروف الحالية سيؤدي الى فراغ امني خطير قد يشجع على التصعيد ويفتح الباب امام مواجهات ميدانية على الحدود اللبنانية الفلسطينية. وتذهب هذه الدول الى التحذير من تداعيات القرار على الاستقرار الهش في الجنوب خصوصا في ظل الوضع الاقليمي المتوتر والصراعات المفتوحة في اكثر من ساحة.
وتكشف مصادر متابعة ان المشاورات الجارية تشهد مداولات مكثفة بين الدول الغربية والاقطاب الاقليميين سعيا للتوصل الى صيغة وسطية تؤمن تقليصا تدريجيا للمهمة الدولية من دون المساس بالحد الادنى من الاستقرار الحدودي. غير ان الموقف الاميركي يبدو حتى الساعة متشددا ويركز على ضرورة الخروج بخطة واضحة المعالم تتضمن مراحل وجدولا زمنيا ملزما.
وبين شد الحبال الدبلوماسي القائم يترقب لبنان بقلق مسار النقاشات وما قد تؤول اليه من قرارات مصيرية ستنعكس مباشرة على امن الجنوب ووضع الجيش اللبناني الذي قد يجد نفسه مضطرا لتحمل مسؤوليات مضاعفة في حال اقرار الانسحاب. ويرى مراقبون ان المسألة ابعد من كونها تقنية بل تحمل في طياتها رسائل سياسية ضاغطة هدفها دفع لبنان الى تسريع خطواته الداخلية في معالجة ملف السلاح غير الشرعي وتعزيز سيادة الدولة على كامل اراضيها.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك