رسالة مفتوحة من سامي الجميل إلى الرئيس اللبناني ميشال عون
آخر تحديث GMT14:04:47
 لبنان اليوم -

يأتي ذلك على خلفية التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة

رسالة مفتوحة من سامي الجميل إلى الرئيس اللبناني ميشال عون

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رسالة مفتوحة من سامي الجميل إلى الرئيس اللبناني ميشال عون

رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل
بيروت-لبنان اليوم


وجَّهَ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وتوجه الجميل الى الرئيس عون بالقول:"سيّدي الرئيس، أتوجّه إليكم بهذه الرسالة في هذا الوقت العصيب من تاريخنا، فنحن على متن سفينةٍ تغرق، واللبنانيون يعيشون المعاناة اليومية في ظلّ تعطّل مؤسّساتهم نتيجة تقاعسكم حتى الساعة عن تحديد موعدٍ للاستشاريات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المقبل".

وأضاف:" وحقيقة الأمر أنني كنت مقتنعاً، حتى قبل انتخابكم، أنّ النظام المدمّر للحوكمة، هذا الذي تفرضه الطبقة السياسية، لا يُعقل أن يُحارب من الداخل، بل من خلال معارضةٍ حازمةٍ انخرطتُ فيها بدون تنازلات. (ولهذا السبب قرّرنا منذ البدء عدم المشاركة في الاتفاق الذي أدّى إلى وصولكم إلى سدّة الرئاسة)".

وسأل:"هل تذكرون تحذيراتي المتكرّرة؟ هل تذكرون كيف كان أعضاء النظام يصفون تصريحاتي بالغوغائية؟".

واشار، الى أن "في الظاهر، كانت الانتخابات النيابية الأخيرة لتمنح هذا النظام شرعيةً جديدةً. وقد اعتبرت الأحزاب التي كانت المحرّك الرئيسي لولايتكم يومها أنّ الناخبين يعطونها غطاءً سياسياً لا يقبل الجدل".

وتابع:"ثلاث سنوات مرّت من دون أن تبالي هذه الأحزاب بالكارثة المعلنة. ثلاث سنوات لم تُعد السفينة إلى مسارها؛ بل على العكس ساهمت في تفاقم الوضع لدرجة التعجيل بالانهيار وواقع الأمر أنّ الناخبين لم يمنحوا شرعيةً جديدةً لانتهازيي النظام بل أعطوهم فرصةً أخيرة، الفرصة لتغيير النظام، والتقدّم بالإصلاح، والعمل بما يخدم المصلحة العامة. ولكن مع الأسف، لم يتمّ اغتنام هذه الفرصة!".

وتوجه الجميل الى عون بالقول:"سيّدي الرئيس، لربما أكبر إنجازات عهدكم قد تحقّق أمام ناظريكم إنما على غفلةٍ منكم وهذا الإنجاز الكبير هو انتفاضة اللبنانيين، نعم، لقد انتفض المواطنون اللبنانيون في حراكٍ سامٍ بوحدته، وحزمه، وعدالته، وإبداعه، وبروحه المرحة، وحكمته".

ولفت الجميل، الى أن " المواطنون ثاروا بقوةٍ وإصرارٍ ضدّ النظام الذي يدمّر بلادهم، ويودي باللبنانيين إلى كارثةٍ اجتماعية واقتصاديةٍ وإلى البطالة والفقر وفيما دفعت سياسات النظام المحتضر بلبنان إلى تصدّر قائمة التصنيفات العالمية لسوء الإدارة، إن لم يكن أسوأ من ذلك، كسبت انتفاضة الشعب برقيّها احترام العالم أجمع وهذا التأخير اليوم في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة وعدم تكليف رئيس للحكومة طالما أنّ التأليف لا يلبّي تطلّعات الأحزاب التي سبق وأثبتت عدم فعاليتها وسوء إدارتها، لا يعدّ تجاوزاً للدستور فحسب، بل هو يسهم في زيادة التعطيل، وفي استمرار نظام المحاصصة الذي يدينه الجميع والذي قادنا إلى الهاوية، فما يطلبه المواطنون، ومطالبهم في ذلك محقّة، تسمية رئيس للوزراء وفقاً للقواعد المرعية، يليه تشكيل حكومة تتألّف حصراً من التكنوقراط المستقلّين عن الأحزاب، كلّ الأحزاب، وأن يكون همّ هذه الحكومة الأول والأخير إنقاذ البلد".

وقال:"ومع ذلك، وأمام هذه المطالب المشروعة والتي من شأنها أن تعيد الثقة، وبالرغم من خطورة الوضع والحاجة الملحّة، ما زلتم مستمرّين في تأخير الاستحقاقات وتجريدها من معناها والواقع أنّ التأخير، كما المفاوضات الدائرة حالياً، يجرّد الاستشارات النيابية من هدفها، بما أنّه عندما ستنطلق هذه الاستشارات أخيراً، يكون كلّ شيء قد سبق وتقرّر.

وعندما ستتمّ دعوة النوّاب أخيراً إلى الاستشارات النيابية، هل يتوقع منهم أن يشاركوا في تمثيليةٍ بائسةٍ للمصادقة على النتائج التي تكون قد سبق وتوصّلت إليها المفاوضات الدائرة حالياً؟ أوَ لم تلاحظوا أنّ المفاوضات التي تجري الآن قد ولّى زمانها؟".

واضاف:"لقد رسم الحراك خطاً يفصل بين الرؤيا الحديثة التي يدافع عنها المواطنون من جهة والحيل والألاعيب التي مثّلت أسلوب العمل الوحيد الذي بُني عليه النظام الحالي من جهةٍ أخرى وقد تمّ التقدّم بحجةٍ لتبرير الجدوى من إجراء هذه المفاوضات وعدم الاستجابة لمطالب الشعب أو التقيّد بأحكام الدستور ومفاد هذه الحجّة أنه ينبغي للحكومة العتيدة أن تحظى في آنٍ واحد بثقة المواطنين وبثقة الأحزاب ذات الأغلبية في البرلمان ويا له من اعترافٍ! هكذا، بكلّ بساطة يتمّ الإقرار بأنّ مصالح "البرلمان" يمكن أن تختلف عن مصالح الشعب وعن المصلحة العامة؟ هل من المعقول، بعد التقدّم بحجةٍ كهذه وبعد الإقرار بأنّ مجلس النواب منفصل عن الشعب، ألاّ يتمّ تنظيم انتخاباتٍ جديدة؟".

وتابع:"في هذا الصّدد، لا شكّ أنكم تعلمون أنّنا قد سبق وتقدّمنا باقتراح قانون لتقصير مدة ولاية مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة كحدّ أقصاه 6 أيار 2020 ولكن ما هو أشدّ خطورة اليوم هو ضياع الوقت الناجم عن هذه المفاوضات التي باتت ضروريةً بحكم تقاسم المصالح ومع كلّ يومٍ يمرّ، تتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف ببلدنا وتزداد معها التضحيات التي يبذلها المواطن اللبناني والمعاناة التي يعيشها".

وتوجه رئيس "الكتائب" الى الرئيس عون بالقول:"سيّدي الرئيس، لقد وقع الطلاق ما بين عالمين اليوم، وما بوسعي سوى أن أشعر بالندم والأسف إزاء هذا الإصرار على وضع العالم القديم المحتضر على جهاز التنفّس الاصطناعي"ز

وشدد الجميل، على أن "الوقت يداهمنا، وبلدنا ينهار أمام أعيننا، والمواطنون يتجرّعون مرارة المعاناة، وفي المقابل، الخيارات المتاحة أمامنا محدودة".

وأضاف: "لا بدّ من تسمية رئيسٍ للحكومة، بعد إجراء استشاراتٍ نيابيةٍ وليس إثر مفاوضاتٍ مشبوهةٍ، ولا بدّ من تأليف حكومةٍ تضمّ اختصاصيين مستقلّين قادرين على إرساء حوكمة رشيدةٍ، وعلى مكافحة الفساد ومواجهة الأزمة كما ويجب العمل أخيراً على تنظيم انتخاباتٍ نيابية مبكرة".

وتابع:"الخيار أمامكم سيّدي الرئيس، إمّا أن تلتزموا، ولو متأخّرين، بخدمة العالم الجديد الذي قرّر اللبنانيون بناءه اليوم، وإمّا أن تتركوا مصالح الأحزاب والمقرّبين منكم تذهب بعهدكم وبالبلد إلى غياهب التاريخ".

قد يهمك ايضا:

نبيه بري يؤيد تولي سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة​

نجيب ميقاتي يؤكد أن التأليف قبل التكليف إمعانٌ في خرق الدستور

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة مفتوحة من سامي الجميل إلى الرئيس اللبناني ميشال عون رسالة مفتوحة من سامي الجميل إلى الرئيس اللبناني ميشال عون



إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 08:00 2022 الأحد ,08 أيار / مايو

طرق ارتداء الأحذية المسطحة

GMT 07:11 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

المسحل ينسحب من الترشح لرئاسة اتحاد القدم

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 11:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب بحر إيجة جنوب غربي تركيا

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 12:25 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

أفضل العطور للنساء في صيف 2022

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 12:13 2024 السبت ,25 أيار / مايو

نانسي عجرم بإطلالات شبابية مرحة وحيوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon