الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام
آخر تحديث GMT17:33:23
 لبنان اليوم -

الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام

القاهرة ـ أ.ش.أ
الإيحاءات الجنسية التي تقتحم منازلنا يوميا عبر شاشات القنوات الفضائية المختلفة سواء في المسلسلات أو الأفلام أوالبرامج،ليست بالأمر المقبول بين الآباء والأمهات في مجتمع يحافظ على قيمه وتقاليده،ويعلم الجميع ما تمثله تلك الإيحاءات من خطورة على منظومة الأخلاق والقيم والعادات السوية التي تحافظ على تماسك المجتمع،خاصة بعد تزايدها خلال الفترة الأخيرة واعتماد بعض البرامج التليفزيونية عليها بشكل أساسي لتحقيق أعلى نسب مشاهدة ولجذب الاعلانات التجارية. هذا أمر رفضه بشدة الدكتور عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بل وأعرب عن تخوفه من تحول هذا الأمر إلى ظاهرة تصيب الإعلام المصري . وقال إن الهدف النهائي للبرامج التي تستخدم مثل هذه الإيحاءات الجنسية في مضمونها، هو جلب المعلنين على حساب المضمون الإعلامي، لكون المعلن يبحث دائما عن البرامج الهابطة التي تحقق انتشارا جماهيريا بغض النظر عن محتواها،في الوقت الذي تبحث فيه المحطات الفضائية عن تحقيق أرباحا مالية ، فهنا تتلاقى المصالح من الجانبين،وهو الأمر الذي يتنافى مع القواعد المهنية والإخلاقية للعمل الإعلامي . وأضاف رضا أن الأمر لم يقتصر على البرامج فقط،بل امتد ليشمل الإعلانات، حيث أصبحت الإيحاءات الجنسية عنصرا أساسيا في بعض الإعلانات التجارية،مشددا على ضرورة وضع ضوابط إعلامية وتشريعية جديدة تحكم العمل الإعلامي، خاصة في ظل حالة الفوضى الإعلامية التي نعيشها منذ فترة طويلة . الهوس الجنسي في البرامج التليفزيونية، ظاهرة خبيثة كما يصفهاالدكتور صلاح هاشم أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم،تأتي في إطار التشويق الإعلامي الذي يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هي السياسة والدين والجنس. وقال إن البرمج التليفزيونية كانت تعتمد قبل ثورة 25 يناير على الحديث في السياسة والدين لتحقيق عنصر التشويق والإثارة الإعلامية ، لكونهما كانا من المحرمات في هذه الفترة ، غير أنه بعد الثورة أصبح الحديث عن السياسة والدين من الأمور العادية ، حيث أتيح للمواطن الحديث في هذين الأمرين بكل حرية، ولذلك لم يعد أمام وسائل الإعلام سوى عنصر "الجنس" ، وما عزز من ذلك شعور المواطن بحالة من الاختناق السياسي ، لكون الثورة لم تحقق له طموحاته التي ثار من أجلها . وأضاف أن الإخفاق في تحقيق طموحات المصريين، أوجد حالة من الشعور بالملل والرغبة في التمرد على الواقع ، فاستغل بعض الإعلاميين هذه الحالة بالتركيز على الغرائز واستخدام الإيحاءات الجنسية ، لتحقيق النجاح المطلوب من وجهة نظرهم . ورفض هاشم حديث البعض عن وجود رفض مجتمعي لمثل هذه الإيحاءات الجنسية .. وقال إن حالة الرفض هذه لاتتجاوز الحناجر،غير أن معظم الإحصائيات والتقارير تؤكد أن البرامج التي تتضمن إيحاءات جنسية،تحقق نسبة مشاهدة أعلى من أي برامج آخرى . ويرى الإعلامي صابر الملاح مدير تحرير برامج منوعات،أن الإيحاءات الجنسية يستعين بها صناع الأفلام في الدعاية لأفلامهم لمغازلة جمهور الصبية والمراهقين،وهذا النوع من الدعاية يلجأ إليه أيضا المنتجون في محاولة لرفع إيرادات شباك التذاكر، في ظل الأزمة التي تعانى منها صناعة السينما ، أما في البرامج فهو أمر مرفوض ، لكون البرامج التليفزيونية في الأساس هادفة. وقال إن البعض يسيء فهم الحرية باستخدامها بما لا يتناسب مع تقاليد وعادات المجتمع، فهناك كم من الإيحاءات الجنسية غير الملائمة للأسر المصرية نشاهدها في البرامج بشكل مستمر . ويؤكد المستشار نورالدين علي عضو هيئة قضايا الدولة ، إن استخدام الألفاظ أو الإيحاء الجنسي يواجه تهمة خدش الحياء العام، والذي تصل عقوبته للحبس ، في حال تقدم أي مواطن ببلاغ للنيابة العامة . وأوضح أن الأمر لا يتعلق بحرية الرأي ووسائل التعبير عنها ، لأن كل الحريات وفقا لما استقرت عليه أحكام المحكمة الدستورية العليا والعهد الدولي للحقوق الاجتماعية والسياسية، مقيدة بالنظام العام والآداب العامة ، مما يعني إن استخدام الإيحاءات الجنسية يعد انتهاكا للناموس الأدبي للمجتمع المصري . وأشار إلى انتهاك آداب المجتمع يشكل خروجا عن الإطار المتعارف عليه لحرية التعبير عن الرأي ، لكون الموازنة دائما بين الحقوق والحريات ، تكون موازنة بين حرية الفرد وحرية المجتمع ، ودائما تقدم حرية المجتمع في مثل هذه الأمور .
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:07 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات
 لبنان اليوم - فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات

GMT 14:33 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج
 لبنان اليوم - رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 18:36 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025
 لبنان اليوم - إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 لبنان اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 18:34 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
 لبنان اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon