رصدت الولايات المتحدة الأميركية 3.8 مليون دولار لتنفيذ مشروعات صغيرة في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان؛ لإعادة تأهيل مصادر المياه الرئيسية والمدارس إلى جانب مساعدات إنسانية، على رأسها الصحة. وأكدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في بيان صحافي، أن المشروع يهدف لدعم الفئات الضعيفة من سكان أبيي، وأشارت إلى أنها صممت لتخفيف الصراعات المحتملة خلال موسم الجفاف. وذكرت الوكالة أنها حددت مبلغ 3.8 مليون دولار كموارد لأزمة لدعم أبيي، وأكدت الوكالة  بحسب شبكة الشروق أنها حددت عدة مشاريع لمعالجة الثغرات الملحة في البنى التحتية. ويقول أحد قيادات المسيرية، المحامي محمد عبد الله لـ "العرب اليوم" إن  الاهتمام الغربي بالقضية يؤشر إلى أنها أصبحت محط أنظار العالم، وقال إنهم أكدوا خلال اللقاء الذي جمعهم (كقيادات لقبيلة المسيرية مع المبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان برنستون ليمان الأسبوع الماضي) أي حل غير مبني على رغبات جميع الأطراف لن يحل القضية، وقال إن الحلول التي يتحدث عنها البعض بما في ذلك الوساطة الإفريقية ستعقد من القضية؛ فالمجتمعات هناك متخلفة وتحتاج للتنمية، مضيفًا أن الولايات المتحدة الأميركية تقدم الدعم لطرف النزاع الآخر وتتجاهل قبيلة المسيرية، وأضاف "على واشنطن أن تتعامل بشفافية مع اطراف القضية. وألمح إلى أن الأرض لا تباع بالتنمية، وتلقى الوفد بحسب محمد عبد الله وعد من المبعوث الأميركي خلال اللقاء بعقد جولات حوار أخرى. من ناحية أخرى تنتهي الأسبوع المقبل مهلة الستة أسابيع التي حددها مجلس السلم الأفريقي للخرطوم وجوبا لإيجاد توافق حول مقترح الوساطة الأفريقية بشأن الحل النهائي لأبيي، ويعقد مجلس السلم الأفريقي اجتماعاً مصيريًا بشأن أبيي في التاسع من كانون الأول /ديسمبر الجاري. بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسته بشأن القضية في الرابع عشر من الشهر الجاري. وتحدثت مصادر عن زيارة سيقوم بها كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم إلى روسيا خلال هذا  الأسبوع (وتتبنى روسيا مقترح تقسيم أبيي). وتتحدث تسريات عن  حملة تقودها جوبا لحشد التأييد لمقترح الوساطة وقطع الطريق أمام أي محاولات لإعادة الطرفين لمرحلة التفاوض. وكان رئيس اللجنة الإشرافية على المنطقة من جانب الحكومة السودانية الخير الفهيم المكي أبلغ الأحد مبعوثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم  روزاليندا مارسدن وقبلها المبعوث الأميركي برنستون ليمان رفضه لمقترح رئيس الآلية الأفريقية ثامبو أمبيكي الذي يتحدث عن تولي شخصية أجنبية رئاسة اللجنة التي ستشرف على الاستفتاء، ويتحدث أمبيكي في مقترحه عن إجراء الاستفتاء في شهر تشرين الأول /اكتوبر وهي فترة الخريف التي تتشهد تحركات لرعاة قبيلة المسيرية غلى خارج المنطقة، بالإضافة إلى تكوين مفوضية أخرى تحت مُسمى مفوضية تسهيل الاستفتاء في المنطقة لا يتماشى مع بروتوكول أبيي الموقع في العام 2005م  بين الشمال والجنوب وقانون السودان". وأكد الفهيم أن مقترح تقسيم المنطقة بين السودان وجنوب السودان غير وارد لأن المنطقة تقع شمال حدود 1956م، وأشار الفهيم إلى أن ضرورة  تفعيل مؤتمرات التعايش السلمي والمصالحات لأجل بناء الثقة وتطوير العلاقات الاجتماعية، والأمنية بين المكونات الأثنية التي تتمثل في المسيرية ودينكا نقوك. ووصف مهلة الـ6 أسابيع التي منحها مجلس السلم والأمن الأفريقي للطرفين غير كافية لحل قضية المنطقة، مستنكراً تكالب رؤساء الدول الأفريقية على القضية، داعياً إياهم بالتزام مبدأ الحياد. وطالب  الدول الأوروبية بتوضيح رأيها الخاص بخصوص قضية المنطقة، داعياً إلى ضرورة الإسراع بعودة رعاة المسيرية من منطقة بحر العرب للمشاركة في الاستفتاء المزمع عقده العام المقبل، لاحقًا قال الفهيم في تصريحات له أن السودان أوضح وجهة نظره لكل الدول المشاركة في مجلس السلم والأمن الإفريقي.