حضر عشاق الفن الرابع بباتنة مساء الخميس، العرض الأولي لمسرحية "إكنكر" أو "وحيد القرن" التي تعد إحدى روائع المسرح العبثي التي كتب نصها الكاتب العالمي أوجين يونسكو. وقدمت هذه المسرحية التي أعاد كتابة نصها بالأمازيغية النوري الصغير وأخرجها سمير أوجيت من طرف مجوعة من الشباب الذين حاولوا الغوص بالمتلقي في مكنونات الذات البشرية من خلال النص الذي أبدع في ترجمته إلى مسرحية "الرجال يا حلالف" ذات مرة فقيد المسرح الجزائري عبد المالك بوقرموح. ولم يدخر المخرج سمير أوجيت جهدا لإيصال فكرة المسرحية التي تعالج في الأساس بعض الأمراض الداخلية للإنسان التي تنحط به عند استفحالها إلى أدنى المستويات أين تذوب فيها إنسانيته فيتحول إلى مجرد حيوان تسيره الغريزة. ولم يتنصل كل من مقتبس النص ومخرجه عن فكرة أوجين يونيسكو الأساسية التي تتلخص في مهاجمة قطيع من حيوان وحيد القرن لقرية في مكان ما ويصاب على إثرها كل من فيها بوباء جلدي ثم يتحولون تدريجيا إلى وحيد القرن. لكن أحدهم وهو سيفاو ينجو بأعجوبة من هذه الظاهرة ويكتشف بأن له مناعة ضد هذه العدوى ويصرخ بأعلى صوته بأنه إنسان وسيبقى إلى الأبد إنسان في إشارة إلى الضمير الحي الذي يبقى صامدا ولا ينصاع للمساومة مهما كان نوعها أو مصدرها. وعلى الرغم من بعض النقائص التي بدت على الخشبة إلا أن الحضور الذين كانوا كثر استمتعوا بهذا العرض الأولي الذي ينتظر أن يدخل المنافسة في الطبعة الرابعة من المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي الذي ستحتضنه مدينة باتنة في الفترة من 10 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.