يقدّم مسرح القصبة في رام الله الأحد 13 كانون الثاني/ يناير الجاري العرض الأول لمسرحية "الاستثناء و القاعدة"، للكاتب الألماني برتولد بريخت كتبها بين سنتي1929 و1930، التي تعتبر واحدة من أبرز مسرحياته التعليمية، وقد اختار مسرح الجيب الفلسطيني تقديمها بطرح فلسطيني يعالج الواقع وإهدائها لروح الفنان والممثل الفلسطيني الراحل "فرانسوا أبو سالم". يشارك في "الاستثناء والقاعدة" ثلة من أبرز الممثلين المسرحيين الفلسطينيين نذكر من بينهم نسرين فاعور، فاتن خوري، حسام العزّة، إياد حوراني، وعامر خليل الذي يخرج العمل. عندما تصير الطيبة "استثناء" والظلم "قاعدة".. تبدأ المسرحية، التي تقوم على قصة قصيرة تتحدث عن تاجر غني يريد أن يقطع الصحراء ليعقد صفقة مربحة بعد استخراجه للنفط، من هذا المنطلق يبدأ الكاتب في إظهار الفروق الطبقية بين التاجر والخادم الذي كان يرافقه طول الطريق الصعبة وكلما ازدادا عمقاً في الصحراء كان خوف وحذر التاجر يزيد منه، وعندما يدخل الخادم على سيده وهو نائم حاملا له كوباً من الماء يقتله، وفي دفاعه قال السيد إن القاعدة أن يتسلل الخادم ليلاً ليسرق سيده، وما فعله الخادم كان استثناء وأنا تعاملت مع القاعدة وليس مع الاستثناء. فالمسرحية توغل في النفسيات والمجتمع بإظهار واقع الفروقات الطبقية، واستمرار الصراع بين الفقير والغني بين الظالم والمظلوم. وهذا الاختيار اعتبره القائمون على هذا العمل المسرحي، احتجاجا على القاعدة السائدة التي تستغل فيها الطبقة العاملة، في شخصيتي التاجر والخادم. ويعتبر بريخت من أهم كتاب المسرح العالمي في القرن العشرين. يقوم المسرح عنده على فكرة أن المشاهد هي العنصر الأهم في تكوين العمل الفني، الذي يستدعي كتابة المسرحية، التي تقوم على التأمل والتفكير في الواقع، واتخاذ موقف ورأي من القضية المتناولة في العمل المسرحي.