رواية 1984

 

هناك روايات خيال علمي نجحت في تنبؤ شكل المستقبل نذكر ابرز 10 روايات منها على الشكل التالي:

 

1. البطاقات الإئتمانية البنكية:

 

يختلف عالم المال والأعمال اليوم تماما عما كان عليه قبل قرن من الزمن، مع البنوك الرقمية والأرصدة الإلكترونية باتَ من الممكن الوصول إلى أموالك من أي مكان تقريبا.
رواية ”النظر إلى الخلف“ التي كتبها إدوارد بيلامي لاقت نجاحاً باهراً في وقتها! لكن أفضل ما ذكرته هذه الرواية هو مفهوم “الإئتمان العالمي”. فمواطنو هذه اليوتوبيا يحملون معهم بطاقات تتيح لهم سحب رصيدهم المالي من أحد البنوك على السلع والخدمات دون معاملة بالنقود الورقية!

 

2. الدبابات:

 

كان جورج ويلز واحداً من أكبر الكُتّاب التنبئيين خلال القرن العشرين! كتب مجموعة من القصص الصغيرة سرد فيها مجموعة من السيناريوهات الخيالية، تبدو أحداثها أكثر واقعية بالنسبة لشكل العالم اليوم.
في قصته التي صدرت عام 1903 بعنوان ”أرض إيرونكلادس“ والتي نشرتها مجلة تراند، اقتبس الكاتب أشكال السفن الحربية من ذلك الوقت واضعاً إيّاها على اليابسة، راسماً بذلك أشكال أسلاف الدبابات الحديثة.
وكان شكل الدبابة التي رسمها ويلز تبدو بطول 30 مترا وتتدحرج على أزواج من العجلات! كما قام بتخيل عمود أفقي يخرج من أحشاء المركبة يُتيح للقبطان رؤية أحداث المعركة وبقية الأعداء.
وفي أحداث القصة تقوم 16 قطعة فقط من هذه الدبابات بهزيمة جيش كامل لوحدها. لاحقا عام 1916، تم تدشين الدبابات الأولى في ساحة الحرب خلال معركة السوم (وهي معركة بين القوات الألمانية وقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى).

 

3. سماعات الأذن:

 

عام 1953، نشر الكاتب راي براندبوري روايته الكلاسيكية “فهرينهايت 451” وكان الصوت المحمول جزءاً من تنبؤات هذا الكتاب.
لكن السماعات التي تم الإشارة إليها في أحداث الكتاب تبدو ضخمة، ويبدو أنها كانت مخصصة لعمالقة بآذان ضخمة، لكنه قام بالإشارة ولو بشكل غير مباشر لسماعات الأذن التي نستعملها اليوم والتي لم تلق رواجاً إلا بحلول عام 2000.

 

4. الدردشة بالفيديو:

 

أقيم أول مؤتمر تم تخصيصه لتكنولوجيا الفيديو في مدينة نيويورك عام 1964، حيث حشدت شركة AT&T الجماهير لرؤية ما أطلق عليه حينها اسم “الصور الهاتفية!”
ومن الواضح أن التكنولوجيا قد قطعت شوطا طويلا منذ ذلك الحين مع فيس تايم وسكايپ وبقية البرامج التي تستخدم في أجهزة الكمبيوتر والهواتف، لكن أول نقاش دار حول الدردشة بالفيديو كان في أحد الكتب القديمة لهوغو جيرنسباك و عنوانه: Ralph 124C 41+، وشهدت الحكاية التي طُبعت في مجلة Modern Electrics magazine إشارة إلى جهاز جديد يُسمى “تيليفوت”، حيث يقوم هذا الجهاز بنقل إشارات تتيح التواصل وجهاً لوجه بين مستخدميه بالإضافة طبعاً إلى الإتصال الصوتي، وذلك على امتداد مسافات شاسعة.

 

5. القنبلة النووية والحرب الباردة:

 

في عام 1940 كتب جون هينلاين قصة صغيرة بعنوان “الحل غير المُرضي”، تنبأ فيها بمُستقبل قريب تقوم فيه الولايات المتحدة بتصنيع أسلحة نووية تسبب نهاية مروّعة للحرب العالمية الثانية! وبعد أن تستخدم الولايات المتحدة سلاحها النووي تنطلق شرارة تسلح نووي عالمي محموم يقود العالم إلى دمار حتمي!
المُلفت ان هينلاين كتب كل ذلك قبل دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية، وقبل أن تقوم حتى بإسقاط القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناكازاكي! رؤية هاينلين للتدمير الذري المتبادل بين قِوى ما بعد الحرب العالمية كانت بمثابة مخطط مرعب للحرب الباردة.

 

6. مُضادات الإكتئاب والمهلوسات.

 

كتاب ألدوس هكسلي “عالَم جديد شجاع” هو واحد من أكثر الكتب التنبؤية الخيالية التي لاقت رواجا من قبل!
ربما أكثر إبداعات هكسلي في هذا الكتاب هو تصوره لـ”مدينة العلماء الفاضلة” بكل ما فيها من مساوئ، في هذا العالم الجديد؛ عالم العقاقير والآلات، تنتفي العاطفة والجمال! كل شيء آلي و عديم المعنى! في هذا الكتاب يتخيل هكسلي أن العلم سوف يصل بنا إلى حد الاستغناء عن الزواج وتكوين الأجنة في القوارير بطريقة علمية، بدلا من تكوينها في الأرحام والأطفال.
يبدو واضحاً الآن أن تخيّلات هكسلي أصبحت حقيقة إلى حد كبير! فالعلماء اليوم نجحوا في الوصول إلى طريقة جديدة تُغنينا نوعاً ما عن الحمل التقليدي وهو الحمل الإصطناعي! أو ما يُسمى بـ”أطفال الانابيب”، ولم تصبح مضادات الاكتئاب موضوع أي تجربة علمية حقيقية حتى أوائل عام 1950. لذلك كان هكسلي دقيقاً بشكل ملحوظ في وصف مستخدمي الحبوب المهلوسة ومُضادات الإكتئاب الذين “فتحوا جداراً لا يمكن اختراقه بين الكون الفعلي وعقولهم”. تبدو الكثير من أحداث هذه الرواية مطابقة بشكل كبير للواقع الذي نعيشه اليوم!

 

7. الهبوط على القمر:

 

كان جول فيرن واحدا من أكثر الكُتّاب غزارة في الكتابة في أواخر القرن الثامن عشر، وقد اشتهر بكتاباته في مجال الخيال العلمي.
طرح هذا الكاتب مجموعة متنوعة من السيناريوهات، تبدو بعضها قريبة للواقعية وبعضها الٱخر مثير للسخرية إلى حد ما! واحدة من أشهر أعماله “من الأرض إلى القمر”، تنبأ فيها بمجموعة من جوانب رحلة وكالة ناسا عام 1969 المعروفة برحلة أپولو 11.
في كتابه، تنبأ فيرن بأن يتم إطلاق مكوك فضائي من جهة ما في ولاية فلوريدا يحتوي على كبسولة مصنوعة من الألمنيوم! حتى أنه قام بحسابات دقيقة بشكل ملحوظ فيما يتعلق بكمية القوة التي ستكون ضرورية لدفع الصاروخ من الغلاف الجوي للأرض. وبطبيعة الحال، كان أسلوبه مدفوعا بكمية كبيرة من الخيال، لكن الواقع أثبت أن بعض تنبؤاته صدقت بشكل كبير.

 

8. ثقافة الهوكوب والسيارات الكهربائية:

 

رواية جون برونر “الوقوف في زنجبار”، معترف بها على نطاق واسع باعتبارها أكثر روايات الخيال العلمي التنبؤي شهرةً في أي وقت مضى. نُشرت عام 1969 ويطرح فيها الكاتب مجموعة من أنماط الحياة الجديدة تبدو مشابهة بشكل لافت لنمط الحياة الذي نشاهده اليوم.
تحت قيادة الرئيس “أوبومي”، تعاني الولايات المتحدة من أعمال العنف العشوائية بما في ذلك إطلاق النار في المدارس، فضلا عن الهجمات الإرهابية.
تكون السيارات مدعومة بخلايا الوقود الكهربائية القابلة لإعادة الشحن، ومصطلح “ديترويت” هو القفار المهجور والمعمور بعدد كبير من الأشخاص الذي يتفاعلون مع نوع جديد وصاخب من الموسيقى الإلكترونية ويكونون فيه أشبه بالمُسوخ المخدّرة!
الشباب والشابات يتجنبون الزواج على المدى البعيد ويُشهد انخفاض في الارتباطات والولادات!

 

9. الإتصلات اللاسلكية والشبكات الإفتراضية:

 

أحد أكبر التقدمات التي أنجزتها البشرية في تاريخها حصل في أواخر القرن الماضي، وهذا الإنجاز هو الاتصالات اللاسلكية.
من الصعب التفكير في حياتنا قبل عصر الاتصالات وشبكات الربط الفضائي التي أتاحت لنا التواصل مع بعضنا من أي مكان في العالم، ولكن عام 1945، كان هناك رجل يُدعى ٱرثر كلارك كتب مخطوطة اسماها “2001:اوديسا الفضاء” تنبأ فيها الكاتب بمجموعة من الأقمار الاصطناعية اللاسلكية تدور حول مدار الأرض وتُستخدم في الاتصالات وبث الإشارات إلى جميع نقاط الكرة الأرضية بشكل متساو، فيما يبدو جليا أنه تنبأ بشكل كبير بشكل العالم اليوم الذي يقوم على الإتصالات اللاسلكية والبث التلفزيوني في نقل المعلومات!
10. الدولة التي تراقب كل شيئ!

 

عندما كتب جورج أورويل رواية 1984 عام 1949، بدا مفهوم الدولة التي ترصد كافة تحركات مواطينيها عن طريق شبكة مترابطة من كاميرات الأمن سخيفة جداً!
الآن، في القرن الـ21، هناك أكثر من 32 كاميرا في نطاق 200 مترا تُحيط بالمنزل الذي كتب فيه أورويل كتابه ذاك!
اليوم، أصبحت المراقبة بالفيديو جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة سواء في الفضاءات الخاصة أو غيرها! بالإضافة إلى نظام GPS لتحديد المواقع أو تتبع الأفراد، والأقمار الإصطناعية التي تستعملها الحكومات لغرض التجسس، كل هذه الأمور كانت تدور بشكل أو بآخر في خيالات جورج أورويل، ويبدو أن أغلبها صدق بشكل كبير!

قد يهمك أيضاً : 

 هيئة الكتاب تصدر ديوان " الحديقة داخل البيت " للشاعر عبد الله أبو بكر