أعلن نائب رئيس "الجبهة الإسلامية القومية" في أفغانستان، سيد حامد جيلاني، في مقابلة مع "العرب اليوم" أن "طالبان" على استعداد لإجراء حوار وطني، فيما أكد أنه استلم الرسالة عن طريق خطاب من زعيم "طالبان" الملا محمد عمر، الذي يؤيد مساعيه في إجراء حوار وطني، هذا وكانت قد فشلت المحادثات السابقة التي تسعى للمصالحة الوطنية في البلاد، على خلفية تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بسحب 34 ألف جندي من القوات الأميركية بحلول العام 2014 في وقت مبكر ، ومع الانتخابات الرئاسية التي تلوح في الأفق في أفغانستان خلال العام نفسه، بينما يعتقد جيلاني أن الحوار الوطني هو المفتاح لمستقبل أفغانستان. هذا و قال جيلاني :"الوضع في أفغانستان لم يكن طبيعيًا أبدًا كما أنه ليس سهلاً على الإطلاق وهذا الوضع استمرار لتراث المضاعفات الذي تعاني منه البلاد ". و أضاف : "بلادنا تحتاج إلى الوحدة بين صفوف شعبها، وذلك يتطلب حوارًا على نطاق واسع وشامل بين أصحاب المصلحة الأفغانية بما في ذلك الحكومة والمعارضة المسلحة والمعارضة السياسية ، وتحالف الشمال و"حركة طالبان"، نحن جميعا بحاجة للتعاون وإنقاذ البلاد معًا. " ويؤكد جيلاني أنه يتم الانتهاء من تشكيل الحوار الوطني الأفغاني بحلول نهاية آذار / مارس وبعد ذلك سيتم من خلال المبادرة العامة والمسيرات في المحافظات الأفغانية الرئيسة. ومن جانبه وصف جيلاني الحوار الوطني بأنه "آلية متعددة الأغراض ستتعامل مع الوضع كما يحدث وكما يتضح ، من اليوم وحتى العام 2014 عندما تغادر القوات الأجنبية البلاد ." وقال : " مع وجود الفجوة الحالية، لا يمكن تحقيق أي شيء كما أن رحيل القوات الأجنبية الوشيك في هذا الوضع الحالي يعتبر كابوس. ولإزالة هذا الكابوس ، نحن بحاجة للعمل معًا ، وتحديد قائمة أولوياتنا، والعمل وفقًا لذلك، بعد هذا يمكننا اختيار حكومة جديدة واختيار قيادة جديدة للبلاد. " و في السياق ذاته كشف جيلاني أن الرئيس الأفغاني ، حامد كرزاي، الذي التقى به قبل ثلاثة أسابيع ، يدعم هذه المبادرة ، و أضاف "إنه يتطلع لتعلم أصول ترشيح الرئيس للمشاركة في الحوار الوطني". و بشأن مناقشة القيادة الحالية ووضع كرزاي قال جيلاني : "ليس من العدل أن نقول أن شيئًا لم يحدث فقد تم تحقيق الكثير، ولكن في الوقت نفسه، هذه الإنجازات لم تكن كافية لمواجهة القضايا العالقة. الوضع في أفغانستان يتطلب تركيزًا أكثر وتطور اكبر وإتباع نهج أكثر خطورة. ولدي أسباب للاعتقاد أننا على الطريق لتحقيق ذلك من خلال عملية الحوار الوطني. " وردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت أفغانستان جاهزة للعمل من تلقاء نفسها، أجاب جيلاني: "إذا كان كل أصحاب المصلحة الرئيسيين متواجدين للرد على المشاكل العالقة بشكل مسؤول ، استطيع أن أقول نعم، وأود أن أقول أننا مستعدون وستكون هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ البلاد ". و يذكر أن جيلاني لا يعتبر غريبًا على السياسة الأفغانية ، فهو ابن بير سيد أحمد غيلاني، زعيم نظام قدرية الصوفي ومؤسس" الجبهة الإسلامية القومية" في أفغانستان، وهو الحزب الذي كان مرتبطًا بالمجاهدين "المقاتلين من أجل الحرية" الذي قاد الحرب ضد الاتحاد السوفياتي في العام 1980، لذلك فإن جيلاني له جذور راسخة في شؤون أفغانستان السياسية.