أحد كبار مشايخ حاشد الشيخ أمين عاطف

أكد أحد كبار مشايخ حاشد، الشيخ أمين عاطف، حدوث تغيُّرات إيجابية فيما يتعلق بالوضع الأمني في محافظة عمران، المعقل الرئيسي للمشايخ، لاسيما في أمن الطرق، وهو ما أعاد الأمان للمسافرين في الطرق الواقعة في نطاق المحافظة.

وعن كيفية سيطرة مسلحي الحوثيين على المحافظة، ذكر الشيخ أمين عاطف، خلال حوار خاص مع "العرب اليوم": "ليست هناك سيطرة بالمعنى الحرفي الذي يعني استيلاء طرف بعينه على أراضي طرف آخر، ولكن القضية باختصار شديد أنَّ  النزاع في الأصل هو خلافات فيما بين قبائل حاشد والتي أثارها وجود التقطعات في قبيلة العصيمات على عابري الطريق ووسائل نقل المياه المنقولة عبر أراضيهم في منطقة العشة علي سيارات لمواطنين من قبيلة عذر الحاشدية أيضًا؛ فالخلاف هو بين بطون القبيلة نفسها".

وأضاف: "لا توجد خيانة داخلية بين زعماء القبائل في عمران للإطاحة بزعيم قبيلة حاشد الأحمر، بل كان هناك جانب منظّم وجانب غير منظم، وحاشد كقبيلة لم تدخل الحرب مع الحوثيين".

وعن دخول الحوثيين صنعاء، ذكر الشيخ أمين عاطف: "كان السبب فشل الحكومة المنبثقة من أحداث الربيع العربي في تحسين الحال الاقتصادي السيء، الذي نشأ إثر خلافات جانبي النظام "السلطة والمعارضة" في 2011، والتي زاد الطين بلة انهيار منظومة الخدمات الأساسية في عموم اليمن، وكان التبرُّم من هذه الحكومة قد وصل مداه، والبداية كانت بمطالبات معلنة لإقالة مسؤولين في منصب المحافظين وقادة عسكريين وانتهت بمطالبات بإقالة الحكومة؛ لفشلها في توفير أدنى مستوى من الخدمات، وعندها تم اعتماد جرعة سعرية للمشتقات النفطية برفع أسعار لا يطيق الشعب على تحمُّلها والخطأ أنَّ النخبة الحزبية في البلاد أعلنت موافقتها، وذلك ما مثّل القشة التي قصمت ظهر البعير وعندها بدأ التفاعل الشعبي مع المطالبين بإقالة الحكومة يتزايد ويزداد قوة فتم دخول صنعاء".

وأكد الشيخ أمين عاطف أنَّ مخصّصات شؤون القبائل هي ميزانية شحيحة وكان من المفترض أنَّ تحقق هدفها لدعم تضامن النسيج الاجتماعي، ولكن للأسف لم تكن تحقق ذلك، بل العكس تحولت إلى أداة هدم للنسيج المجتمعي؛ نظرًا لاستغلالها من قِبل منفذي السلطة والمعارضة واحتكارها لفئات معينة، وبالتالي هي الآن معول هدم للنسيج المجتمعي.

وأضاف: "لا وجود لأي تأثير لسلطات الدولة أصلاً سابقًا ولاحقًا؛ لوجود قصور شامل في لوائح وأهداف وواجبات قوات الجيش والأمن، التي تفترض قيامها  بواجباتها نحو المواطن وكذلك تغييب اللوائح الخاصة بحقوق المواطن، فلا منهجية واضحة ولا رقابة دورية وإنما عشوائية مبتذلة؛ بسبب غياب النظم ومنهجيات التعامل، نظرًا إلى عدم تحديث النظم والبرامج الداخلية لأجهزة الأمن، بما يتوافق مع الدول الحديثة، وذلك ما شكّل نظام فاسد المعروفة ملامحه في دول العالم الثالث، ومقياس وجود وقوة الدولة يتمثل في مرتبات كوادر الأمن والجيش التي غالبًا ما تكون مضمونة في الدول القوية لتأمين كرامة عناصرها وضمان قدرتهم ماليًا لتحركاتهم والأهم تأمين  نفقات أسرهم؛ لمنع رضوخ تلك العناصر للفساد ورقابة تضمن قيامهم بواجبهم وهذا هو المقياس الحقيقي، وفي اليمن لا توجد الضمانة لعناصر الأمن ولا توجد المنهجية ولا توجد رقابة، وفي اليمن يتم تصنيف عناصر أجهزة الدولة ضمن أقل الفئات المجتمعية فقرًا".

وعمن يحكم محافظة عمران الآن، ذكر أنه لا وجود في السابق للسلطة في حكم عمران، والملاحظ هو وجود لجان شعبية بإمكان أي مظلوم التوجُّه إليها لإنصافه وفعلاً يتم إنصافه.

ونفى الشيخ أمين عاطف امتلاكه أيّة معلومات عن مشاركة الطيران الحربي في حرب القبائل ضد الحوثيين في عمران، مضيفًا: "ما نحن واثقون منه هو وجود نشاط دائم لطائرات الدرونز، التي تستهدف ما يسمونها بـ"عناصر القاعدة" وما نراه هو استهدافهم للمدنيين والأبرياء بشكل غالب لا أكثر".