الطيور

بدأت طيور العالم في التدفق نحو القطبين الشمالي والجنوبي والصعود إلى مناطق مرتفعة مع بدء تغير المناخ لتهيئة وتعديل بيئاتها الطبيعية، وفقا لدراسة بيئية جديدة.

وتأثر 25% من عينة طيور شملت 570 نوعًا وخضعت لدراسة عالمية سلبا من جراء تغير المناخ، في حين أن 13٪ منها استجابت بشكل إيجابي، كما تقول الدراسة التي أجرتها منظمة "حياة الطيور" الدولية.

وأكد تريس الينسون، أحد معدي الدراسة، أن "الناس ينظرون إلى تغير المناخ على أنه شيء على وشك أن يحدث في الأفق، ولكن الإشارات التي تلقيناها من الطيور تشير إلى تغييرات كبيرة وعميقة تحدث بالفعل، مع ملاحظة الكثير من الآثار الضارة على نسبة كبيرة من الطيور التي تمت دراستها".

وأضاف الينسون: "إننا نشهد نمطا ثابتا من الطيور التي تتجه نحو القطبين الشمالي والجنوبي في نصفي الكرة الأرضية، والانتقال إلى أعلى المنحدرات الجبلية".

وسجلت الدراسة تطورًا في تكيف الطيور التي تعتمد على الدفء، حيث تزداد في أوروبا بشكل متسارع، في حين أن الحيوانات التي تتكيف مع البرد تنخفض أعدادها بشكل كبير.

وأوضح الينسون: "نشهد أيضا تغييرات في سلوك الطيور وفي توقيت هجراتهم، إلى جانب عدم التطابق في تفاعلاتها مع الأنواع الأخرى"، متوقعًا أن معظم أنواع الطيور ستشهد تقلصا في أعدادها، إلى جانب تعطل مواسم التكاثر، كما أن من المحتمل أن تغير توزيع خريطة سكانها ببطء شديد للتعامل مع بداية تغير المناخ.

ومن المتوقع أن غالبية الطيور في أميركا الشمالية سوف تفقد أكثر من نصف النطاق الجغرافي الحالي بانتهاء القرن، بينما الطيور في أجزاء من شرق أفريقيا سوف تفقد كل مواطنها المناسبة، كما تؤدي إزالة الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر على الأرجح إلى تفاقم المشكلة، وتدمير بيئات الأراضي الرطبة والغابات.

وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن التقرير بعث بعض الأمل، مع الأمثلة الناجحة لاستعادة أراضي الخث في أوروبا الشرقية وإنشاء ممرات هجرة في منطقة البحر الأحمر، مما يوفر لـ1.5 مليون من الطيور المحلقة ممر آمن بين أبراج وكابلات الكهرباء وتوربينات الرياح.

وقال عالم آخر شارك في صياغة التقرير، إن الطبيعة لها دور حيوي في التصدي لتغير المناخ، لكنها غالبا ما يتم تجاهلها، مضيفا: "الحلول التي تعتمد على الطبيعة ليس فقط تقدم استجابة فعالة ومتاحة لتغير المناخ، إنها أيضا تقدم سلسلة من منافع للناس والتنوع البيولوجي".