الشعب المرجانية

حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي، من أن المحيطات الساخنة جدًا تعرض الشعب المرجانية في أنحاء العالم للخطر، مما يستدعي التدخل العاجل.
وتتخطى أهمية الشعب المرجانية جمالية ألوانها، فهي حيوية للنظم الايكولوجية في المحيطات، وعلى الرغم من أنها تغطي 0.1% من قاع المحيطات لكنها تعتبر موطنا لحوالي 25% من الأنواع البحرية، وغالبًا ما يشار للشعب المرجانية باسم الغابات الاستوائية في البحار.

وتلعب الشعب دورًا حيويًا في النظام البيئي لها، وترتبط العديد من الأنواع البحرية بوجودها بالشعب المرجانية، حيث تبدأ حياتها على هذه الشعب مثل يرقات التونة، وبالتالي يعتبر زوال الآلاف من الشعب المرجانية مضرًا بالأسس التي يقوم عليها النظام البيئي البحري.
وتعيش الشعب المرجانية على علاقة تكافلية مع الطحالب، حيث تتلقى منها الطاقة والمواد الغذائية، وتعطيها المأوى والسكن، وتموت الشعب المرجانية في غضون أسابيع قليلة جوعًا إذا تخلت عنها الطحالب.

ومثل كل الأنواع البحرية، تطورت الشعب المرجانية والطحالب على مدى آلاف الأعوام في ظل درجة حرارة معينة، والتي ثبت أنها تتكيف مع المتغيرات المناخية، ولكن بسبب تسارع ارتفاع درجة الحرارة في الآونة الأخيرة يبدو أنها لم تستطع التكيف.
ولا تستطيع الشعب المرجانية التعامل مع هذه التقلبات في درجة الحرارة الشديدة والسريعة، وخصوصًا أنها تعاني صعوبة في مواكبة ارتفاع درجة الحرارة السريع الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتشير الدراسات إلى أن الشعب المرجانية سوف تنقرض بحلول عام 2050، وبالتالي يجب التحرك سريعًا للحد من هذا التغير السريع في المناخ وتطوير إستراتيجية للحد من ظاهرة الانحباس الحراري على المدى الطويل والتي يسببها الانبعاث المستمر للغازات، وتحديدًا غاز ثاني أكسيد الكربون.