برنت وود

فازت مدرسة "برنت وود" في جنوب لندن بجائزة "ريبا ستيرلينغ" لأفضل مبنى في بريطانيا لهذا العام، وتعيد المدرسة إلى الأذهان فترة الخمسينات عندما كانت فصول مدارس الفتيات الشاملة توجد في الحديقة في شكل معسكر حيث تمتلئ المدرسة بالهواء النقي والتفاؤل، وكانت المباني مصممة بجودة ودقة بالغة.
وفازت المدرسة بالجائزة بعد التنافس مع مبان أخرى مثل مجمع الشقق الفاخرة للمصمم ريتشارد روجرز، ومعرض الفنون في مانشستر، بالإضافة إلى مشروع الإسكان الاجتماعي "بيبودي"، ومركز "ماغي" لرعاية مرضى السرطان، ومبنى الجامعة في غرينتش، وكان اختيار الفائز قرارًا صعبًا إلا أنه بعث برسالة قوية حول أهمية الاستثمار في تصميم المدارس.

وتعتبر مدرسة "برنت وود" التي تضم ست كتل تعليمية في معسكر فترة الخمسينات من تصميم ألفورد هول موناغان موريس، وصممت الشركة أيضًا ثماني مدارس ثانوية في العقد الماضي، كما حصلت على الجائزة نفسها عام 2008 عن تصميم أكاديمية "ويستمنستر".
ويعتبر تصميم المدرسة من المشاريع التي أنتجها برنامج المدارس جديدة لحزب "العمل" بعنوان "البناء من أجل المستقبل" بتمويل البنك السعودي الفرنسي، من خلال مبادرة بقيمة 45 بليون إسترليني، والتي استبعدت من قبل الحكومة الائتلافية عام 2011 عندما اتهم مايكل غوف ثم وزير التعليم، المهندسين المعماريين بسعيهم وراء المال، معتقدًا أن الأمر نوع من الإسراف، ولكن قوة تصميم مدرسة "برنت وود" يشهد على القيمة الاستثمارية فيها.

وذكر  المهندس المعماري موناغان: "كانت المرة الأولى التي سمعنا فيها مدير المدرسة ميس فان دير روه، حيث ظهرت قيمة المباني القائمة في المدارسة والتي صممت جزئيًا بواسطة ليزلي مارتن وفريقه في مجلس لندن الكبرى في أواخر الخمسينات، ولذلك كان واجبنا تطوير شيء يشير إلى الماضي مع التطلع إلى المستقبل".
وتم الاحتفاظ بمباني المدرسة في حين أضافت الشركة المصممة الفصول الدراسية الجديدة المغطاة بمظلة مبنية بمهارة، وأوضح موناغان أن عملية البناء كانت أشبه بلعبة "السودوكو" من خلال إدراج الفصول في المساحات الموجودة بين المباني القائمة بالفعل بحيث تظل المدرسة تؤدى وظيفتها خلال فترة البناء التي استغرقت خمسة أعوام، وتضم المدرسة ألفي طالب و200 موظف.

وأفادت الطالبة جورجيا جونسون: "المبنى الجديد جعلني أكثر حماسًا للحضور إلى المدرسة يوميًا، إنها بيئة جيدة للعمل".
وتتميز الفصول بأسقف عالية ونوافذ كبيرة، ويتخلل الممرات مساحات مزدوجة وثلاثية حيث يمكن للطلاب الكبار ممارسة عملهم بهدوء، ويغلب على المكان طابع الحرم الجامعي، وتعاونت الفنانة موراغ مايرز كاف مع الشركة المصممة لرسم بعض الجداريات المفعمة بالحياة خلال المبنى الجديد.
وبيّن رئيس جائزة "ريبا" جين دنكان، أثناء تقديم الجائزة مساء الخميس: "أظهرت مدرسة برنت وود كيف يكون تصميم المدارس رائعًا ويجمع بين متعة التعليم والاستثمار، وفي ظل نقص الأماكن في المدارس في بريطانيا يجب أن نتعلم من برنت وود".