لندن ـ ماريا طبراني   توصلت دراسة علمية إلى أن الإفراط في تناول ملح الطعام يتسبب في وفاة ما يقرب من 2.3 مليون شخص كل عام، وهو عدد يفوق عشرة أضعاف هؤلاء الذي يموتون بأمراض تعود إلى الإفراط في تناول المشروبات السكرية. وتقول الدراسة التي قدمتها جمعية القلب الأميركية أن نسبة 15 في المائة من وفيات النوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من أمراض القلب في أنحاء العالم كافة خلال العام 2010 كانت لسبب الإفراط في تناول الملح في الطعام.
وكانت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد اكتشفت أن معدل الوفيات لسبب الإفراط في تناول المشروبات السكرية يصل إلى 180 ألف حالة وفاة كل عام، إلا أن ما توصلت إليه الدراسة الأخيرة يبعث على القلق البالغ.
وقال أستاذ الطب والأوبئة في جامعة هارفارد والمشرف على الدراسة البروفيسور درويش مظفريان إن تدابير وإجراءات الصحة العامة على المستويين المحلي والعالمي ، مثل البرامج الشاملة لخفض معدلات استخدام ملح الطعام يمكن أن تساهم في إنقاذ ملايين الأرواح.
وأضاف أن أضرار ومخاطر ملح الطعام أعلى بكثير من أضرار ومخاطر المشروبات السكرية والسبب في ذلك هو أن تلك المشروبات ما هي إلا نوع واحد من أنواع الطعام بينما ملح الطعام (الصوديوم) يدخل في أنواع الطعام كلها.
وكان فريق العلماء قام بتحليل 247 دراسة أُجريت على أشخاص يتناولون ملح الطعام من بلدان وأجناس متنوعة خلال الفترة من العام 1990 وحتى العام 2010 في إطار دراسة عالمية شارك فيها 488 عالما ينتمون إلى 303 مؤسسات علمية في 50 دولة من دول العالم.
وجاء في الدراسة أن ما يقرب من مليون حالة من حالات الوفيات، أي ما يقرب من نسبة 40 في المائة، حدثت قبل أوانها ،بحسب قول العلماء، في أوساط أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين سن الشباب و69 عاما.
كما حدثت الوفاة بنسبة 60 في المائة في أوساط الرجال بينما كانت 40 في المائة في أوساط النساء، وبالنسبة لنوع المرض فقد بلغت النوبات القلبية نسبة 42 في المائة من حالات الوفيات، بينما السكتات الدماغية مثلت نسبة 41 في المائة من حالات الوفيات. أما النسبة الباقية فكانت نتيجة أمراض خاصة بالأوعية الدموية.
 وكانت نسبة 84 في المائة من وفيات الإفراط في تناول الصوديوم في البلدان المنخفضة والمتوسطة في الدخل وليس البلدان ذات الدخل المرتفع.
وتشير الدراسة إلى أن أكبر معدلات الوفيات لسبب الإفراط في تناول ملح الطعام تظهر في كل من أوكرانيا وروسيا ومصر، بينما أقل معدل وفيات لهذا السبب في كل من قطر وكينيا ودولة الإمارات العربية.