عقار سرطان المبيض

وافق مسؤولو الصحة البريطانيون، أخيرا، على عقار سرطان المبيض الجديد المسمى أولاباريب، الذي يتوقع أن يكون قادرا على تمديد حياة المرضى بسرطان المبيض لمدة ستة أشهر أو سنوات، وهو الدواء الأول من نوعه الذي يستهدف الجينات الموروثة لدى الإنسان.

ويعمل هذا الدواء على النساء اللواتي يملكن جين براكا المسبب للسرطان، وهو الجين الذي تحمله الممثلة أنجلينا جولي ودفعها لاستئصال مبايضها، وكانت منظمة الصحة الوطنية البريطانية رفضت في البداية الدواء في أيار/مايو وأب/أغسطس، ولكن في النهاية بعد شهور من المفاوضات، وافقت المنظمة على جعل الدواء متاح للنساء اللواتي خضعن بالفعل لثلاث جولات من العلاج الكيميائي.

ويعتبر الدواء من العلاجات المتقدمة الذي قامت الجامعات البريطانية بتطويره، ليكون آمنا وفعالا مع سرطان المبيض، ففي التجارب تمكن الدواء من تمديد حياة النساء المريضات بمعدل سبعة أشهر مقارنة بالنساء اللواتي لم يأخذن العلاج، واستطاعت ربع المشاركات في تجارب الدواء أن يعشن عامين إضافيين، وعدد قليل بقوا على قيد الحياة لمدة خمس سنوات وأكثر.

ويأتي سرطان المبيض في الترتيب الخامس للأمراض الأكثر شيوعا بين النساء، فهو يصيب 700 حالة جديدة سنويا في بريطانيا، ويؤدي لوفاة 4000 امرأة في السنة، واستطاعت شركة إسترا زينيكا البريطانية تطوير الدواء وترخيص استخدامه في جميع أنحاء أوروبا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد نتائج واعدة في التجارب.

وانتشر الدواء بسرعة في ألمانيا وفرنسا والسويد وهولندا وأمريكا، ولكن الأمر أخذ أكثر من سنة ليكون الدواء متاحا في بريطانيا بسبب خلافات على السعر، حيث إن المسؤولين اشتكوا أن الدواء مكلف جدا فتكلفته تصل إلى 3900 جنيه إسترليني في الشهر، فقررت الشركة المصنعة أن تخفض السعر إلى 3500 جنيه في الشهر، وستتمكن 400 امرأة من الاستفادة من العلاج في بريطانيا سنويا.

ويباع الدواء تحت اسم العلامة التجارية لاينبارزا، وهو العلاج الأول من نوعه من الأدوية من نوع مثبطات بارب، حيث يستغل الدواء وجود ضعف في الخلايا السرطانية لقتل الورم دون الاضرار بالخلايا السليمة.

وأشار البروفيسور بول ووركمان من معهد أبحاث السرطان في لندن "نشهد اليوم نوع جديد من أدوية السرطان الذي سيساعد المرضى ويبعث فيهم الأمل، إنه خبر عظيم".
 
وأوضح أستاذ في جامعة لندن، ويدعى جوناثان يدرمان وهو ممن عمل على تجارب الدواء "نرحب  ونحن وجميع المعنيين في علاج ودعم النساء المصابات بمرض سرطان المبيض، بقرار منظمة الصحة الوطنية، ومن المخيب للآمال أن القرار اتخذ وقتا طويلا، وأن العديد من النساء مازلن لن يتمكن من الوصول إليه".