البكتيريا تسبّب مرض الانسداد الرئوي

كشفت دراسة علمية حديثة أنَّ مرض الانسداد الرئوي المزمن قد ينتج عن البكتيريا التي تسبب قرحة المعدة، والمعروفة باسم "الملوية البوابية".

وبيّنت أحدث النتائج التي توصل إليها العلماء من جامعة "تيانغين" الطبية في الصين، الكثير من السبل الجديدة لمعالجة مرض الانسداد الرئوي المزمن، إذ يمكن الكشف عن هذه البكتيريا عن طريق إجراء اختبار التنفس، كما يمكن معالجتها بالمضادات الحيوية.

وأوضحت دراسات جديدة أن مستويات البكتيريا تصل إلى ثلاثة أضعاف لدى المرضى الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي، كما يؤكد العلماء أنه من الناحية النظرية تؤثر الإصابة بهذا المرض في مرحلة الطفولة على نمو الرئتين، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى، وأبرز الباحثون أن هذا الاكتشاف، يمكن أن يفتح الطريق أمام استراتيجيات وقائية أخرى.

وأكّد رئيس الفريق البحثي ومؤلف الدراسة، العالم دون سين، رئيس قسم أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى القديس بولس وأستاذ الطب في جامعة كولومبيا البريطانية، في كندا، "تزيد النتائج التي توصلنا إليها من احتمالات مثيرة للقضاء المبكر على بكتريا الملوية البوابية في مرحلة الطفولة، مما يساعد على نمو الرئتين بشكل سليم، ويقلل من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن في وقت لاحق في الحياة".

ويشمل مصطلح مرض الانسداد الرئوي المزمن تحت مظلته الكثير من الأمراض الأخرى، مثل  انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن، والذي يعتبر المرض المميت الذي يحتل المركز الخامس من حيث الخطورة، كما يعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعا لدخول المستشفيات في حالات الطوارئ، وتؤدي هذه الأمراض إلى تضييق الرئتين بشكل شديد وإلحاق المزيد من الأضرار بصحة الإنسان، ويؤثر هذا المرض على أكثر من مليون بريطاني.

ويعتبر التدخين هو السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن بعض الباحثين قدموا  تحليلات بشأن دور هذه البكتيريا، بعد اكتشافها عام 1982، إلا أن الدراسات الجينية أشارت إلى وجود البكتيريا في البشر منذ نحو 58 ألف سنة.

وتوجد البكتيريا بشكل أساسي في المعدة، ولكن تكثر الأدلة العلمية التي تشير إلى وجودها أيضاً في أماكن أخرى من الجسم بما في ذلك، الأنف والجلد وحتى العينين إلى جانب الأذنين.

ومن المعروف أنها مسؤولة عن قرحة المعدة وتزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، كما تم ربطها أيضاً بعدد أكبر من الأمراض الأخرى، التي تشمل معظم الالتهابات، حيث كشف البحث العلمي الجديد الذي نشر في مجلة "عالم أمراض الجهاز الهضمي" عن ارتباط البكتيريا بمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك سرطان القولون، وسرطان الحنجرة والأورام اللمفاوية، والوردية، والزرق، وأمراض المرارة، وأمراض المناعة، وأنيميا نقص الحديد، والكثير من أمراض الجلد والأذنين والأنف والحنجرة.

وأضافت أربع دراسات جديدة مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يرتبط بهذ البكتيريا إلى القائمة، وأقدم المتخصصون في جامعة تيانغين الطبية على تحليل بيانات 15 ألف شخص، بينهم 2000 شخص يعانون من هذا المرض، وتبيّن أنّ الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية، مرتبط بزيادة خطر للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.