واشنطن ـ رولا عيسى    في بعض الأحيان يكون الحل الوحيد هو للخروج من الحالة المزاجية السيئة، لكن العلماء أكدوا من خلال بحث جديد أن "الأطعمة غير المفيدة من الممكن أن تسهم في تحويل الحالة المزاجية من سيء إلى أسوأ". وأضافت نتائج البحث الذي أجراه فريق في جامعة بنسلفانيا أن "النساء اللاتي من ذوي الاهتمام البالغ بالنظام الغذائي والشكل الجميل للجسم، غالبًا ما تسوء حالتهن المزاجية بعد تناول قطعة من الشيكولاتة".
ولا يقتصر الأمر على الشيكولاتة، إذ أشارت أستاذ الطب في مركز المسح البحثي في جامعة بنسلفانيا، كريستين هيرون إلى أن "تناول الأطعمة غير الصحية والخالية من القيمة الغذائية يؤدي إلى إصابة الإنسان بتقلبات مزاجية سلبية، هذا بالنسبة لمن يعانون أصلًا من تردي الحالة المزاجية قبل تناول هذه النوعية من الأطعمة"، بينما أثبتت التجربة أن "من يتمتعون بحالة مزاجية جيدة لا يتأثرون سلبًا بالأطعمة الخالية من القيمة الغذائية أو غير الصحية".
واعتمد البحث على بيانات جُمعت لمشاركين واقعيين في الدراسة، كما تمت معالجة البيانات بالكمبيوتر لـ 131 سيدة ممن تعانين من حالة مزاجية سيئة، وتنتابهن مخاوف حيال النظام الغذائي وشكل ووزن الجسم، إلا أنهن لم يكن لديهن أي اضطرابات في تناول الطعام. كما تم التعامل مع المشاركات في الدراسة بالكمبيوتر من خلال برنامج يوجه لهن أسئلة على مدار اليوم بشأن الحالة المزاجية وسلوك الأكل لديهن.
وتعتبر هذه الدراسة جديدة من نوعها، إذ اعتمدت جميع الدراسات التي استهدفت الربط بين الحالة المزاجية وسلوك الأكل على الدراسات المعملية، أما هذه الدراسة فتعتمد على ما يتم التوصل إليه من نتائج من خلال العادات اليومية في الأكل لدى النساء من دون اللجوء إلى تجارب معملية. ويعتقد الباحثون أن "تغيير أسلوب الدراسة من التجارب المعملية إلى تجارب الحياة اليومية، قد يؤدي إلى التوصل إلى نتائج أفضل والوصول إلى طرق علاج أفضل للنساء اللاتي يعانين من مشكلات في تناول الطعام".
فمن خلال متابعة السلوكيات اليومية لتناول الطعام، يمكن الوصول إلى صورة أكثر دقة للعلاقة بين الانفعالات والمشاعر وتناول الطعام. ومن خلال النتائج التي تم الحصول عليها من التجارب العملية التي اعتمدت عليها الدراسة، ثبت أن "تناول أطعمة الرفاهية غير الضرورية، تعمل أيضًا على تردي الحالة المزاجية السيئة". فعلى سبيل المثال، من الممكن أن تؤدي السكريات والأطعمة والمشروبات المحلاة إلى تردي في المزاج، وهو ما يأتي على النقيض، مما هو متعارف عليه من لجوء الكثيرين إلى السكريات لإصلاح الحالة المزاجية بسرعة.
وعلى الرغم مما جاء في تلك الدراسة، كانت دراسات سابقة قد أثبتت أن "الشيكولاتة لها أثر إيجابي على الحالة المزاجية". كما أشارت بعض الأبحاث السابقة إلى أن "بعض أطعمة الرفاهية تحتوي على مكسبات طعم ورائحة تشبه في التركيب الكيميائي الأدوية المحسنة للحالة المزاجية". كما كانت بعض الدراسات قد أشارت إلى أن "تناول السكريات الصناعية والشيكولاتة تؤدي إلى تحسن في الحالة المزاجية لاحتوائها على حمض فالبرويك".