لندن ـ ماريا طبراني   ظهرت دراسة جديدة تشير إلى أن "هناك أملًا في أن يستفيد العلماء من كيفية استجابة الإنسان للأطعمة المرة في تفادي الإصابة بنوبات الربو"، إذ ثبت علميًا أن "تناول الأطعمة الحامضة أو المرة يساعد تحفيز مستقبلات التذوق التي بدورها تدعم خلايا القصبة الهوائية، مما يؤدي إلى تحسن في تدفق الهواء أثناء التنفس من خلال استرخاء العضلات".
وفي هذا الصدد، أكد علماء من جامعة ماساشوستس أن "هذه الدراسة تفتح الباب على مصراعيه أمام أمل جديد في إيجاد علاج نهائي للربو، إذ تتوافر بذلك فئة جديدة من موسعات الشعاب الهوائية القادرة على التصدي لنوبات الربو والقضاء وتخلص المرضى منها بسرعة أكبر مع الحد الأدنى على الإطلاق من الأضرار الجانبية".
وأشار خبراء إلى أن "الأطعمة المرة والحامضة قد تمثل علاجًا جديدًا أقوى وأسرع في التعامل مع نوبات الربو وفقًا للتجارب التي أُجريت على الفئران".
ومن المعروف أن الطعم المر أو الحامض لأي غذاء ، لاسيما الأغذية الفاسدة أو التي تحتوي على نسبة سموم، يثير مستقبلات التذوق في الفم والتي بدورها تجعل الجسم في حالة من اليقظة لتنبيهه بدخول طعام فاسد أو مسمم عبر الفم، وهو بدوره ما يعمل على استرخاء العضلات ومن ثم استعادة الوتيرة الطبيعية للتنفس. يُذكر أن الاعتقاد السائد، كان يشير إلى أن مستقبلات التذوق لا توجد إلا في بعض الخلايا في اللسان، إلا أنه بالبحث والدراسة، اتضح أن هذه المستقبلات توجد في أجزاء أخرى من الجسم.
وتحتوي خلايا الجسم على مستقبلات تذوق القصبة الهوائية التي بمجرد الإحساس بالطعم المر أو الحامض، تبدأ في إحداث حالة من الاسترخاء في العضلات فتساعد على التخلص من نوبات الربو بقوة وسرعة. ومن المعروف أن نوبات الربو تحدث انقباضًا في العضلات، مما يؤدي إلى ضيق في القصبة الهوائية، وهو بدوره ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. فأثناء نوبة الربو تنفتح القنوات التي تعلو أغشية العضلات الملساء، مما يسمح بدخول الكالسيوم إلى الخلايا على جانبي القصبة الهوائية، فتنقبض بشدة مسببةً صعوبات في التنفس.
وبمجرد تناول أي من الأطعمة المرة أو الحامضة، تبدأ الخلايا التي تحتوي على مستقبلات التذوق في غلق تلك القنوات، مما يؤدي إلى استرخاء العضلات واستعادة السرعة الطبيعية لتدفق الهواء، ومن ثَمَ تزول نوبة الربو.