لندن ـ ماريا طبراني   نجح العلماء في تطوير طريقة جديدة لعلاج مرضى السرطان بالإشعاع وأهم ما يميز هذه الطريقة هو عدم وجود آثار جانبية مثل سقوط الشعر أو الغثيان. وقد نجحت هذه الطريقة التي تم تطبيقها على فئران التجارب في الولايات المتحدة في قتل خلايا سرطانية، ويسعى فريق العلماء في الوقت الراهن للحصول على تمويل لاختبار هذه الطريقة في العلاج مع الكائنات البشرية.  
يذكر أن علاج السرطان بالإشعاع دائما ما يصاحبه آثار جانبية لأنه يضر بصورة مؤقتة بعض من الخلايا السليمة اثناء تدمير الخلايا السرطانية.
ومن بين أكثر هذه الآثار الجانبية شيوعا سقوط الشعر والإسهال والدوار والغثيان وتقرح البشرة.
وعلى سبيل المثال فإن العلاج الإشعاعي يدمر جذور جذور وتجاويف الشعر والسبب في ذلك يرجع إلى أنها تتكون من خلايا تنمو سريعا مثلما الحال مع الخلايا السرطانية.
وتنمو الخلايا السرطانية بمعدل أسرع من نمو الخلايا الطبيعية وهي بذلك تستوعب وتمتص وتتغذى على مواد أكثر مما تمتصه الخلايا الطبيعية الأمر الذي يحرم الخلايا الطبيعية من الأكسجين.
وقد استفاد فريق من العلماء بقيادة البروفيسور أم فريدريك هاوثورن في جامعة ميسوري ، من ميزة استيعاب وامتصاص الخلايا من خلال إرغامها على استيعاب عنصر البورون الكيمائي المعدل هندسيًّا، ويلعب القليل من عنصر البورون دورًا في تقوية جدران خلايا كافة النباتات كما أنه يتواجد في التربة.
وقد قام فريق العلماء بحقن الخلايا السرطانية بعنصر البورون الكيميائي الذي صممه البروفيسور هاوثرون، وعندما تعرضت الخلايا السرطانية المشربة بعنصر البورون لجزيئات النيوترونات ، وهي جزيئات دون ذرية ، تحطمت ذرة البورون؛ ما أدى إلى تمزق الخلايا السرطانية دون الخلايا السليمة وبالتالي تجنب الآثار الجانبية السلبية ، حيث يتم تدمير الخلايا السرطانية من الداخل دون التعرض للأنسجة المحيطة بها.
وقد نشرت هذه الدراسة الجديدة في الدورية العلمية المعروفة باسم أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم.
ويحظى البروفيسور هاوثورن بتقدير واحترام الأوساط العلمية في مجاله ، حيث منحه الرئيس الأميركي باراك أوباما وسام الشرف الوطني وهو أعلى وسام يُمنح للعلماء في أميركا.
وقال العالم الذي يبلغ من العمر 84 عامًا، إن العلماء منذ الثلاثينات يسعون لتحقيق العلاج بما يسمى علاج السيطرة على نيترون البورون ، ولقد نجح فريقا علمائنا أخيرًا في إيجاد الطريقة للاستفادة من بيولوجيا الخلايا السرطانية بما يسمى بعلم "النانو كيمياء" والتي نجحت مع الفئران، مشيرًا إلى أن فريق العلماء بصدد القيام بتجربة الطريقة مع عدد أكبر من الحيوانات قبل استخدامها مع الإنسان.