لندن ـ سليم كرم
كشفت الأستاذة في التنمية البشرية وعلم النفس في جامعة كاليفورنيا كوني كاساري، أكبر خمس مؤشرات تدل على إصابة الطفل بالتوحد، في محاولة لتبديد بعض الغموض حول هذا المرض.
يؤثر المرض المسمى "اضطراب طيف التوحد" على 1% من سكان العالم، وعلى طريقة تواصل الإنسان مع الآخرين، ويؤثر على فهمه للعالم من حوله، وتظهر أرقام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن حالات الإصابة بالتوحد في ارتفاع مطرد، كذا الإعاقة التنموية في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر طفلا بين 68 طفلا في العالم يعاني شكلا من أشكال الاضطراب، وكان طفل من بين 88 في عام 2012، وطفل من بين 110 في عام 2010 معرضين للإصابة بهذا المرض.
تؤكد الأستاذة كاساري أن التشخيص المبكر بالغ الأهمية، فهو سيمكن الطفل من الحصول على أكبر قدر من المساعدة والدعم الممكنين، كما أظهر الدراسات أن التدخل المبكر أمر حاسم للحصول على أفضل النتائج للأطفال الذين يعانون من التوحد، وتشير " فقط بالتشخيص، يتمكن الأباء من الحصول على المساعدة والخدمات اللازمة لأطفالهم".
وبسبب إساءة فهم التوحد على نطاق واسع، حددت الأستاذة كاساري خمس أسئلة يمكن أن تساعد الآباء ومقدمي الرعاية على التعرف على علامات هذا المرض، وبينت "من المهم أن نلاحظ كلا المجالات الخمس، فنحن نتتبع السلوكيات التي لا يقوم بها الطفل، أو يؤديها بمعدلات منخفضة للغاية، فتحديد غياب بعض السلوكيات قد يكون أصعب من تحديد وجود سلوكيات شاذة، ولكن المخاوف في المجالات الخمسة المذكورة يجب أن تدفع الأم للتحقيق في فخص أبنائهم لمرض التوحد".
1ـ هل يستجيب الطفل لاسمه عندما تناديه؟
يستجيب الأطفال عادة لأسمائهم من خلال تحويل انتباههم للشخص الذي نادى عليهم، ولكن أطفال التوحد لا يستجيبون عند النداء على أسمائهم، ونحو 20% فقط من أطفال التوحد استطاعوا أن يستجيبوا وينظروا تجاه الشخص الذي نادى عليهم، ويستجيب عادة الأطفال المصابين بالتوحد إلى الأصوات بشكل انتقائي، فعلى سبيل المثال يعاني مرضى التوحد من التعرف على الأب أو الأم عندما ينادوهم بأسمائهم، ولكنهم يتفاعلون فجأة مع الأصوات والأضواء الصادرة عن التلفزيون، ويشك الأباء والأمهات عادة في أن أطفالهم يعانون من مشكلة في السمع.
2 ـ هل يستجيب الطفل "للاهتمامات المشتركة"؟
يشير عادة مصطلح الاهتمام المشترك إلى تفاعل الطفل مع شخص آخر، للنظر إلى نفس المكان، أو مشاهدة نفس النشاط، فالأطفال الطبيعيون يحولون أنظارهم إلى الأشياء عندما يشير أحد إليهم بيديه أن ينظروا إليها، أو يركزون مع أي لعبة أو نشاط يجري من حولهم، فعلى سبيل المثال ينظر الطفل الطبيعي إلى كلب صغير يلعب، ويشير إليه، ثم ينظر بعدها إلى والديه ليوحي إليهما بأن ينظرا هما أيضا، ولكن أطفال التوحد لن ينظروا في كثير من الأحيان إلى الاتجاه الذي يشير إليه شخص ما، ولا يتابعون الأنشطة التي تتحرك من حولهم، ولن يحثوا والديهم على النظر باتجاه نشاط أو كائن ما.
3 ـ هل يقلد الطفل الآخرين؟
يميل الأطفال الطبيعيون إلى تقليد الآخرين، سواء من خلال حركات الوجه، كصنع وجه مضحك مثلا، وإصدار أصوات معينة، أو التلويح والتصفيق بحركات مماثلة، أما أطفال التوحد لا يستطيعون تقليد الآخرين.
4 ـ هل يستجيب الطفل عاطفيا؟
يستجيب الأطفال عاطفيا للآخرين، فعندما يبتسم شخص لهم يبتسمون بدورهم له، وسرعان ما يضحكون إذا حاول شخص إضحاكهم، ويبكون إذا تجهم أحد في وجوههم، لكن أطفال التوحد لا يستجيبون للابتسامة ولا لدعوة اللعب، ولا يدركون خطر ومخاوف الآخرين، وهم غير قادرين على الاستجابة العاطفية.
5 ـ هل ينخرط الطفل في اللعب؟
يحب الأطفال اللعب مقلدين الآخرين، مثل لعبة تقليد الأب أو الأم، أو الحصان والكلب، وتتطور هذه القدرة عادة في نهاية السنة الثانية من عمر الطفل، فتميل الفتيات إلى أن تمثل دور الأم لدمية ما، وتمسح لها دموعا وهمية، وتمشط لها شعرها، وتطهي العشاء للدمية على موقد للألعاب، وفي المقابل لا يستطيع أطفال التوحد الاتصال مع الأشياء والأطفال من أعمارهم، ويركزون عادة على لعبة واحدة، وسيلتفتون أكثر لحركة أيديهم أثناء اللعب، وعموما لا يستطيعون لعب ألعاب وهمية تحت عمر الثانية.