لندن ـ سامر شهاب
حذَّرَ العلماء من أن مادة الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية يمكن أن توقف نموّ وتطوّر أدمغة الأطفال بشكل صحيح، فيما أكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين ويتناولها أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات تجعلهم يتصرفون بشكل عنيف.
ويعتقد العلماء أن هذه المواد تمنع المراهقين من النوم بشكل صحيح، وهو ما يتسبب بدوره في منع نموّ المخّ أثناء فترة المراهقة.
وتُعتبر هذه الفترة فترة حرجة بالنسبة إلى الدماغ، وإذا حدثت أيّ مشاكل في فترة النمو يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات الفصام، والقلق، وتعاطي المخدرات والإضراب النفسي.
وأجرى الباحثون تجارب على الفئران لكنهم يقولون إن النتائج تثير المخاوف بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين، وبعضهم يستهلك كميات كبيرة من الكافيين في الكولا ومشروبات الطاقة.
وتشير الدراسة إلى ان ما بين 300 و 400 غرام من الكافيين – وهي موجودة في 4 علب من مشروب الطاقة في اليوم، أو ثلاثة أو أربعة أكواب من القهوة في اليوم - يمكن أن تحدث فرقًا.
وتحتوي علبة من مشروب الطاقة "ريد بول" الشهير على 80 ملي غرام.
وركّزت البحوث السويسرية على تطور الدماغ خلال سنوات المراهقة، وهو الوقت الذي تستعد فيه لمواجهة متطلبات مرحلة البلوغ، ونقاط الاشتباك العصبي، أو الاتصال بين الخلايا.
ويُعتقد أن النوم هو أمر حاسم في هذه العملية، وقال البروفيسور ريتو هوبر، من مستشفى الأطفال في جامعة زيوريخ: "هذا التحسين يفترض ان يحدث خلال النوم العميق".
وأكَّدَ البروفيسور هوبر أنه عندما تم إعطاء الفئران مياه الشرب التي تحتوي على الكافيين لم يستطيعوا الوصول لمرحلة النوم العميق، بل كان أقل من أولئك الذين شربوا الماء العادي، وكانت أدمغتهم قادرة على إجراء المزيد من الاتصالات في نهاية الدراسة.
وقال متحدث باسم الباحثين: "لقد زاد متوسط استهلاك الأطفال والشباب من الكافيين بنسبة أكثر من 70 في المائة على مدى السنوات الـ 30 الماضية، ولا يوجد حل لوضع حدّ لهذا الاتجاه".
وتشهد صناعة المشروبات الغازية نموًا كبيرًا في قطاع مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين.
وتؤكِّد دراسة أخرى أُجرِيَت أخيرًا أن المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين ويتناولها أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات تجعلهم يتصرفون بشكل عنيف.