لندن ـ كاتيا حداد
كانت إيثلدريدا لينج تبلغ من العمر (23) عامًا عندما تزوجت من المحامي تشارلز لينج، في العام 1895، وبدأت طريقها كفنانة بارعة، وكانت تعلمت الرسم في مدرسة الفنون في كامبريدج، بالقرب من منزل عائلتها، حيث كان والدها ناظر مدرسة الملك.
واستوحت إيثلدريدا اسمها غير الاعتيادي من أصول المدرسة الدينية، التي أُسست في القرن السابع بواسطة الراهبة من اعل سانت - وكانت معروفة من قبل باسم "أودري" بين العائلة والأصدقاء.
وتحولت لينج من القماش إلى الكاميرا بعد فترة ليست طويلة من زفافها، وبحلول الوقت الذي انتقلت فيه هي وزوجها تشارلز إلى ريف فيلا قرب أوكسفورد، في العام 1899، كانت شغوفة بما يكفي لبناء غرفة مظلمة.
وكان منزلها مهيبًا، مع وجود 19 فدانا من المساحات الخضراء حوله، وبوجود الحجر المهلهل والعديد من الأزهار المنتشرة، أصبح المكان مثاليَا لمصورة شغوفة جدا، وفي العام 1908 أصبحت لينج واحدة من بين أول من استخدموا عملية التلوين بتقنية "أوتوكروم".
وبالتقنية التي اخترعها الأخوان لوميير، المعروف عنهما عملهما الرائد في مجال الصور المتحركة، حققت لوحات "أوتوكروم" أشكالًا مضيئة عبر فيلتر مصنوع من حبوب مجهرية تصبغ الألوان الأحمر والأخضر والأزرق والبنفسجي، وعندما تم إدراج التقنية في الكاميرا، فإنَّ الضوء يمر من خلال ذلك قبل أن يصل إلى مستحلب التصوير الفوتوغرافي، لتلوين الصورة الناتجة.
وكانت الهواية مكلفة؛ ففي العام 1913 كانت علبة مكونة من أربع لوحات من الحجم الذي تستخدمه لينج يكلف أكثر من أجر يومي لرجل عامل عادي، وانتقلت لينج لاستخدام تقنية "أوتوكروم" سريعًا، وجعلها حدسها في التكوين وثقتها واحدة من أرقى ممارسيها.
وتُعرض حوالي 30 صورة من أعمالها في المتحف الوطني للإعلام. وأوضح أمين المتحف، كولن هاردينج، أنَّ العديد من المصورين ناضلوا مع اللون عندما خرج إلى النور، مشيرًا إلى أنَّهم كرسوا سنوات لإتقان الطريقة واكتشفوا طرقًا مختلفة في استخدام الألوان.
وصبت لينج تركيزها في التصوير بيئتها المحيطة، لاسيما بناتها: الأولى جانيت، التي ولدت في العام 1898، وإيريس، في العام 1903، وكامرأة مرموقة، فقد كان من المستحيل بالنسبة للينج أن تتجول في أوكسفورد أو أخذ صور من الغرباء.