مغارة الشموع

تُعدّ مغارة الشموع تحفة طبيعية تحتضنها السفوح الغربية لجبال مدينة القدس، قرب وادٍ يدعى وادي سوريك، وهي كهف مليء بالأسرار وإبداعات الطبيعة، حيث الترسبات الصخرية التي صنعت لوحات بلورية جميلة أبهرت عيون الناظرين، ولذلك فهي وجهة للرحلات العائلية والمدرسية والجامعية.

ومغارة سوريك نسبة إلى الوادي الذي اكتشفت بقربه، أو مغارة الشموع، أو المغارة الكريستالية، مُسميات مختلفة لسحر الطبيعة الذي خصّت به مدينة القدس، مساحتها تتراوح الـ5 آلاف متر مربع، تتشكل فيها العديد من اللوحات والرسومات بفعل الترسبات الصخرية ما يلبسها ثوب الغرابة والجمال.

ويعج داخل المغارة العديد من الأشكال التي كونتها الترسبات الصخرية، أعمدة الشموع، والمرجانات، المرتبة بشكل إبدعته الطبيعة، تصنع أشكالاً ورسومات ولوحات متنوعة، تكسبها تميزًا قلّ نظيره في العالم أجمع.

ويؤكد الباحث والكاتب المقدسي محمد الصادق لـ"24": "اكتشفت المغارة عن طريق الخطأ، بعد تفجير للصخور في شهر آيار/ مايو العام 1968، لتحتفظ بسر التشكيلات الطبيعية والبيولوجية في داخلها حتى يومنا هذا دون أنَّ يكتشفه أحد".

وحول الأشكال الغريبة والجميلة داخل المغارة، أضاف الصادق: "هناك هوابط من سقف المغارة على شكل أعمدة هابطة، وأخرى صاعدة من الأرض، وعندما تلتحم هذه الصواعد والهوابط مع بعضها تصنع أشكالاً ورسومات، إلى جانب روعة المياه النازلة من سقفها إلى الأرض".

وأشار الصادق إلى أنَّ العلماء يرجّحون أنَّ قطرات المياه المعدنية وعلى مدار آلاف السنين، هي من شكلت هذه الطبقات الكريستالية الموجودة في المغارة، إلى جانب عوامل وعناصر طبيعية أخرى كالكالسيوم.

وتعدّ المغارة وجهة للرحلات المدرسية والجامعية بشكل عام، وتحديدًا التي تحمل طابعًا علميًا لطلبة العلوم في المدارس والجامعات، إلى جانب الرحلات العائلية التي تأتي لزيارة المغارة والاستمتاع بالمناظر الخلابة فيها.

وأشار الطالب سليم جودة إلى أنه زار المغارة في إطار رحلة مدرسية، ولم يكن يسمع عنها في السابق، وتفاجئ كثيرًا مما رآه من مناظر طبيعية جميلة، مضيفًا: "لم أكن أتوقع هذه الروعة، تفاجأت بوجود مكان جميل وخلاب كهذا في القدس".