البطريرك الماروني بشارة الراعي

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، النواب اللبنانيين للبحث عن مرشح يتمتع بثقة داخلية وخارجية لانتخابه رئيساً للجمهورية، في ظل فشل سياسي بالاتفاق على مرشح يستطيع أن تؤمن أكثرية الثلثين في البرلمان جلسة انتخابه، وبغياب أي مؤشر على اختراقات قريبة.وبدا لافتاً أمس ذكر البابا فرنسيس لبنان في رسالة الفصح؛ إذ قال من الفاتيكان: «ساعد يا ربّ لبنان الذي لا يزال يبحث عن الاستقرار والوحدة حتّى يتجاوز الانقسامات فيعمل جميع المواطنين معاً من أجل الخير العام للبلد».

ويعاني لبنان من مجموعة أزمات مالية واقتصادية ومعيشية وسياسية، تتمثل أخيراً في الفراغ في رئاسة الجمهورية، وشلل في السلطة التنفيذية والعمل التشريعي، على خلفية الصراعات السياسية. وترفض كتل نيابية وازنة التشريع واجتماع الحكومة في ظل الشغور الرئاسي.وبعد أيام قليلة على خلوة روحية عقدها وشارك فيها 53 نائباً يمثلون المسيحيين في البرلمان، قال الراعي في قداس عيد الفصح، إن اللبنانيين يحتاجون إلى رئيس يقود مسيرة النهوض من الانهيار على كل صعيد.

وقال: «الثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الامتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخلياً وخارجياً».وأكد الراعي أن «الشخص المتمتع بالثقة الداخلية والخارجية هو الذي أكسبته إياها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيداً عن الاستحقاق الرئاسي». ودعا النواب «للبحث عن مثل هذا الشخص وانتخابه سريعاً»، متوجهاً إلى النواب بالقول: «اخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السر، وكفوا عن هدم الدولة مؤسساتياً واقتصادياً ومالياً، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها، واخلعوا عنكم صفة (القاصرين والفاشلين)».

ورأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عوده، أن عقوداً مضت ولبنان غارق في الآلام، وسأل: «ألم يحن وقت قيامه من الهاوية؟ ما الذي يؤخر انتظام سير مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله؟ لماذا يخاف كثيرون من إرساء دولة القانون والمؤسسات؟»، وقال إن ذلك «سيمنع انتشار الفساد ويقف عائقاً أمام الاستمرار في نهش ما تبقى من خيرات الوطن، ومن استباحة أرضه واسترهان شعبه».وأكد أن «ما ينقصنا هو الإرادة؛ إرادة الإصلاح والإنقاذ، كما تنقصنا شجاعة القرار».

ويمثل غياب التفاهمات بين القوى السياسية، أبرز عقبة تحول دون إنهاء الشغور الرئاسي، رغم الدعوات من القوى السياسية للتفاهم والتحاور، في ظل تشظٍّ سياسي بين القوى السياسية، وانقسامات داخل التحالفات مثل نواب المعارضة.وكرر النائب غسان سكاف مطالبته بـ«توحيد الجهود من أجل دفع المعارضة إلى تسمية مرشح واحد يواجه مرشح الممانعة»، لافتاً إلى أنه «في المجلس النيابي هناك توازن سلبي؛ معارضة 40 إلى 45 نائباً، وممانعة 40 إلى 45 نائباً، والمترددون نحو 30 نائباً»، مطالباً بـ«الذهاب فوراً إلى جلسات انتخاب، وليقرر المترددون من يريدون رئيساً وتنتهي الجلسات بانتخاب رئيس، ونقوم جميعاً بتهنئته ونقف معه لخلاص البلد، ويبدأ معه مسار انتظام عمل المؤسسات الدستورية».

في المقابل، أكد عضو كتلة «حزب الله»، النائب إيهاب حمادة، أن «لا سبيل إلى الوصول لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا من خلال الحوار والتفاهم»، متحدثاً عن خصومه بالقول: «إن مترستهم خلف آراء ليس فيها أي قيمة وازنة تستطيع أن تنقذ لبنان، هي إمعان في تحدي كل الشرائح في لبنان، وهو أخذ للبنان إلى أماكن لا يُحمد عقباها».

قد يهمك ايضاً

بشارة الراعي يُعلن عن توقعات كبيرة من شأنها أن تنهي الفراغ الرئاسي في لبنان

احتفاء المسيحيين اللبنانيين يتحول إلى مناسبة تركزت فيها العظات على مهاجمة السياسيين لفشلهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية