لقطة من حدة المجاهدين في القوقاز

أطلق تنظيم "داعش" المتشدد حملة دعائية ناطقة باللغة الروسية في دليل جديد على اتساع نفوذه، وأكّد وزير الخارجية الروسي، سيرفي لافروف، في تصريحات صحافية أدلى بها أخيرًا، أنّ حوالي ألفي مقاتل من روسيا يشاركون في عمليات التنظيم في سورية والعراق.

واعتبر سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أنه لا توجد احتمالية لوقف وصول المقاتلين.
وأعلن التنظيم المتشدد عبر موقع "الفرات"، الجناح الدعائي الجديد الناطق باللغة الروسية، والذي يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" و"تمبلر"، عن إنشاء مقاطعة في شمال القوقاز داخل روسيا الاتحادية، كما أصدر ذلك الجناح مقطع فيديو جرى إنتاجه باحترافية لمتشددين في القوقاز، وكشف عن عقد لقاءات مع مسلحين متحدثين باللغة الروسية في العراق وسورية.

وجاءت مقاطع الفيديو في السابق والتي تحتوي علي مقابلات مع ناطقين باللغة الروسية، دون ترجمة والكثير منها يجري إنتاجه من خارج المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، لكن موقع "فرات"، الذي جرى الإعلان عنه في 5 حزيران/يونيو، وبدأ في نشر تغريدات على موقع "تويتر" منذ 18 في الشهر ذاته، أصبح يعمل على إنتاج مقاطع فيديو مترجمة باللغتين العربية والروسية.

وعلي الرغم من إزالة الحسابات الخاصة بتنظيم "داعش" من قبل إدارتي "فيسبوك" و"تويتر" إلا أن عدد المواد الخاصة بالتنظيم يتزايد، وأشارت بعض المؤسسات المعنية بالحصر إلى أن هناك أكثر من 46 ألف حساب لأنصار التنظيم.
لكن نشر المسلحون ممن ينطقون باللغة الروسية في سورية مقاطع فيديو ترويجية لم يكن أمراً جديداً، إذ أن المجموعات المسلحة تمتلك الكثير من المواقع الخاصة على "الإنترنت" فضلا عن حسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ظهورها للمرة الأولى في سورية في أواخر عام 2012، ولكن عدد المقاتلين في صفوف "داعش" من المتحدثين باللغة الروسية تزايد في الآونة الأخيرة، وأصبح التنظيم يبث موادًا خاصة ويروج لنفسه في احترافية شديدة.

وأبرزت تقارير صحافية أنّ موقع "في سورية" الذي يديره متشددون يقودهم الجورجي المولد عمر الشيشاني، يعرض أخبارًا عن المعارك التي يشارك فيها مقاتلو "داعش"، حتى بات موقعاً إلكترونياً خاصًا بالجماعة بعدما قرر الشيشاني الانضمام إلى التنظيم في عام 2013 وأصبح بعد ذلك قائداً عسكريا.

ويعد الغرض الرئيسي من موقع الفرات هو التجنيد واستقطاب مقاتلين جدد ممن يتحدثون اللغة الروسية سواء من روسيا الاتحادية وخصوصًا من شمال القوقاز أو من أي مكان آخر داخل الاتحاد السوفييتي السابق لاسيما آسيا الوسطى.

ويعمل إعلام التنظيم علي نشر منهجه للمسلحين المنتمين إليه ممن ينطقون باللغة الروسية، فضلاً عن إنشاء جسور للتواصل بين المسلحين في سورية والعراق وأولئك الذين لا يزالون في شمال القوقاز.