ظاهرة الرجل "البيتوتي

أكد أخصائي علم النفس والاجتماع الدكتور إياد الشوربجي، أنَّه بعد استنكاف موظفي السلطة الفلسطينية عن عملهم، في أعقاب سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة، زادت ظاهرة الرجل "البيتوتي" بشكل كبير في المجتمع الغزي، ما أدى إلى كثرة تدخله في شؤون المنزل المختلفة، و"حشر أنفه" في كل ما يدور بالبيت من أعمال خاصة بالزوجة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المشاكل الاجتماعية في البيت.

واعتبر الشوربجي في حديثه إلى "العرب اليوم"، أنَّ المرأة لا ترغب بوجود زوجها بشكل دائم في البيت، خصوصًا في حال عدم وجود عمل ما ينشغل به، منوهًا إلى أنَّ الرجل الذي يمكث في بيته كثيرًا، هو شخصية غير مرغوب فيها بالنسبة إلى للمرأة، بسبب كثرة مشاكله مع زوجته.

وأوضح أنَّ المرأة لا تحب الرجل الذي لا يعمل شيئًا سوى التدخل في شؤونها المنزلية والخاصة، مشيرًا إلى أنَّ وجود الأب العاطل عن العمل داخل المنزل بصورة مستمرة، تجعله يشعر بمدى تقصيره في تولي مسؤولياته تجاه أفراد أسرته ما يجعل البيت أكثر توترًا.

وأضاف الشوربجي "وجوده في البيت بصورة دائمة يزيد من تدخله في أمور البيت بشكل لا يعنيه، ويكون منتبهًا لكل صغيرة وكبيرة وهذا معناه أنَّ فرصة وجود المشاكل في البيت بين الرجل والمرأة تصبح أكبر، وفي هذه الحالة يصبح البيت أكثر توترًا وعلى حافة الانهيار".

وأشار إلى أنَّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وقلة فرص العمل، تجعل الرجل قليل الخروج من المنزل، بسبب  مطالب الحياة الكثيرة، الأمر الذي يجعل الرجل بعيدًا عن المجتمع بصورة تجعل البيت هو المخرج لهذا النوع من الرجال، لافتًا إلى أنَّه كلما زاد وجود الرجل في البيت كلما زاد النقد بينه وبين زوجته، منوهًا إلى أنَها لا تقوى على احتمال تكرار المشاكل، الأمر الذي قد يسبب بحدوث حالات الطلاق بين الأزواج، ويدخل الأبناء في حالة من عدم الاستقرار.

وشدَّد على ضرورة أن يكون الزوج مدركًا لحاجات الأبناء والزوجة، وأنَّ الوقوف معهم ومساندتهم أمر واجب ومن مسؤولياته, وكذلك الزوجة يجب أن تكون أكثر مساندة لزوجها؛ لأنَّ لا أحد في الدنيا يستطيع أن يعوض الزوج عن ضائقته وفقدانه عمله سوى الزوجة.

وطالب الشوربجي، الزوج بألا يكون مصدر مشاكل وتوتر في البيت، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون الزوجة واعية على حجم الضائقة التي يمر فيها زوجها، والأخذ بعين الاعتبار استثنائية هذه المرحلة وعدم التضييق عليه.