قناة السويس

كشفتْ مصادر مُطَّلعة في جهات سيادية في الإسماعيلية، عن "تواجد أعداد كبيرة من المتطرفين والمتشددين داخل البلاد، بعد هروبهم إثر مطاردات الجيش المصري لهم في العمليات المُسلَّحة المستمرة التي يشنها لتوقيف التنظيمات الجهادية والتكفيرية في شبه جزيرة سيناء".
وأضافت المصادر، أن "معظم تلك العناصر تسللت إلى داخل الإسماعيلية والمحافظات المجاورة لها، عن طريق تهريبها من قِبل بعض الصيادين على متن قوارب ومراكب صغيرة، تجوب قناة السويس لصيد الأسماك، بالإضافة إلى تهريب بعض الأفارقة من السودانيين والإرترتيين الذين يرغبون في الهجرة إلى إسرائيل، عبر أنفاق سيناء أو التسلل إلى قطاع غزة، ومنها إلى إسرائيل، بالإضافة إلى تسلل بعض الفلسطينيين دون جواز سفر أو تصريح للدخول، إلى جانب السوريين الذين امتلأت بهم المحافظة، وغيرها من المحافظات المجاورة، مما أثار علامات استفهام بشأن كيفية دخول تلك العناصر إلى البلاد".
وأوضحت المصادر، أن "الأجهزة الأمنية المصرية قامت بإعداد ملف خاصة عن عمليات تهريب المتطرفين والعناصر الخطرة بعد تشديدات قوات الجيش والشرطة للإجراءات الأمنية بغلق كوبري السلام لأكثر من 6 أشهر، مما جعل مراكب الصيد الصغيرة هي الملاذ الوحيد لتلك العناصر نحو التسلل لداخل البلاد، لتنفيذ عمليات إجرامية جديدة، والهروب من العمليات المُسلَّحة التي يشنها الجيش على نطاق واسع في سيناء".
وكشفت المصادر، أن "تكلفة عبور الفرد الواحد على متن قارب الصيد تصل في بعض الأحيان إلى 5000 جنيه، مما جعلها فرصة جيدة لدى الصيادين لتحسين دخولهم، والحصول على مصدر جيد ومريح للدخل، في الوقت الذي يعاني فيه معظم صيادي المحافظة من قلة الدخول، وعدم وجود قوت اليوم الواحد، وذلك في ظل غياب نقابة الصيادين، وجمعية الصيادين، عن رعاية أعضائها صحيًّا واجتماعيًّا وماديًّا".
وأشارت المصادر، إلى أن "بعض المتطرفين يعبرون القناة مرتدين ملابس الصيادين لمنع أية شكوك حولهم تفيد أو تُلمِّح إلى كونهم ليسوا صيادين، وذلك بناءً على اتفاق بين الصيادين والمتطرفين مقابل أموال، نجح من خلالها بعض الصيادين في تكوين ثروات، وبناء عمارات، وامتلاك سيارات، بعد معاناة طويلة مع الفقر والمرض وقلة الحيلة".
وأوضحت المصادر، أن "التحقيقات الأخيرة مع إحدى العناصر التكفيرية كشفت تسلل أعداد كبيرة من "أنصار بيت المقدس" عبر مراكب الصيد الصغيرة، والاختباء في منطقة مزارع وادي الملاك، وجمعية العاشر من رمضان، وصحراء سرابيوم، ومنطقة سامي سعد، على حدود محافظتي؛ الإسماعيلية والشرقية، وذلك بعد توقيف 5 صيادين في الفترة الأخيرة يشتبه في قيامهم بتسهيل عمليات هروب ونقل المتطرفين عبر مراكب الصيد مقابل مبالغ مالية خلال الثلاث أشهر الأخيرة".