رصد "العرب اليوم" انتشار الآلاف من السوريين في مدينة 6 أكتوبر الكائنة في محافظة الجيزة، واتجاه الكثير منهم إلى بدء مشروعه الخاص بها، بعد تدهور الأوضاع في سورية من قبل نظام بشار الأسد.    وأصبح لدى السوريين هناك في 6 أكتوبر مشروعاتهم الخاصة، وامتلكوا عقارات فيها، مما تسبب ذلك في ارتفاع أسعار العقارات وإيجار الشقق السكنية، فضلاً عن ارتفاع مستوى المنافسة بين الشباب المصري والسوري للبحث عن فرصة عمل في ظل ارتفاع معدل البطالة بين المصريين.    وقال خبراء اقتصاديون إن وصول أعداد السوريين إلى أكثر من 50 ألف شخص في نهاية العام الماضي في القاهرة أدى إلى تزايد حدة المنافسة بين الشباب المصري والسوري بشأن إيجاد فرص عمل، ولكن هناك من يساعد السوريين للوصول إلى فرصة عمل ليتمكنوا من العيش.   والتقى "العرب اليوم" بعدد من السوريين المتمركزين في منطقة "6 أكتوبر" في محافظة الجيزة، وقال حسين الغزالي (صاحب مطعم) إنه جاء للقاهرة قبل 6 أشهر تقريباً وسعى للحصول على محل يعد مشروعاً خاصاً له ولأسرته، وبالفعل حصل على محل، إيجار، وفتح به مشروع مطعم بعد تدهور الحال في دمشق.    وأشار الغزالي إلى أن أسعار العقارات والإيجار السكني والتجاري ارتفع في منطقة أكتوبر للغاية بسبب ازدياد الطلب عليها من قبل المواطنين السوريين، ورفع أصحاب العقارات الأسعار على اعتبار أننا سياح وليس أشقاء عرب.    وقال محمد الجازولي (صاحب معرض ملابس) إن مصر فتحت لنا أبوابها للعيش بها، ونشكر الشعب المصري على هذه الاستضافة التي حمت أولادنا وزوجاتنا من بطش النظام السوري.  وأضاف الجازولي أن الشعب السوري لا يريد مقاسمة الشباب في أرزاقهم أو فرص العمل، أو زيادة أسعار المعروض، مشيراً إلى أن الدولة تمر بظروف طارئة لا يعرف أحد نهايتها.    وقال أحد المصريين في مدينة 6 أكتوبر ويدعى عمر علي لـ "العرب اليوم" إن أشقاءنا السوريين زاد عددهم بشكل ملحوظ في مدينة 6 أكتوبر هنا، وأصبح لدى الكثير منهم مشروعه الخاص، ومنهم من يعمل في المقاهي والنوادي والمطاعم.    وأضاف عمر أن المدينة تحولت إلى دمشق الثانية فكلما دخلت إلى أي محل أو مقهى إلا وجدت بها سوري سواء كان صاحبها أو عاملاً بها.   وأشار إلى أن أسعار الإيجار والعقارات ارتفعت إلى 4 أضعاف من سعرها الطبيعي بسبب زيادة الأعداد السورية.    وقالت تقارير لمجلس الأعمال المصري السوري، إن عدد الشركات الاستثمارية السورية تضاعف في الأشهر الأخيرة، وأشارت إلى تسارع حركة انتقال رأس المال السوري إلى مصر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي بصورة غير مسبوقة، وكشف التقرير تمركز تلك الاستثمارات في المدن الصناعية المصرية، مثل العبور، والعاشر من رمضان، بالإضافة إلى 6 أكتوبر، والسادات.    وقدر تقرير مجلس الأعمال المصرى السوري أخيراً عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا إلى مصر بقرابة 30% من أعداد المستثمرين الذين فروا من سورية والبالغ عددهم قرابة  50 ألف مستثمر، وأقام هؤلاء مشروعات في مصر على رأسها المطاعم والمقاهي وورش الخياطة.    وتُوفر مصر للاجئين السوريين معاملة خاصة تشمل منحهم حق الدخول دون تأشيرة، يليها إقامة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد مع إمكانية الالتحاق بالمدارس الحكومية والعلاج في المستشفيات دون أي تكلفة إضافية.    ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر وفقا لما أعلنته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، 6 آلاف و97 شخصاً، وذلك حتى 7 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فيما ذكرت مصادر مصرية أن عددهم أكثر من 40 ألف لاجئ.