شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط الثلاثاء لقاءً دوليًا جمع الكثير من الخبراء الأوروبيين والأميركيين والعرب لبحث ملف الإرهاب في الصحراء، وقد حمل اللقاء شعار" مكافحة الإرهاب، التجربة الموريتانية" بإشراف من المركز الموريتاني للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع قيادة الأركان المسلحة علماء وخبراء وضباط وبرعاية حكومة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، يأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي قامت فيه السلطات الموريتانية بإلقاء القبض على سلفيين موريتانيين لإدانتهما في محاولة الانضمام إلى تنظيم القاعدة في المغرب العربي. وقد ناقش الخبراء مختلف أبعاد وتجليات ظاهرة الإرهاب ودوافعها، مشيرين إلى أنهم "سيركزون خلال اليومين المقبلين على محاور أهداف الإستراتيجية الموريتانية لمحاربة الإرهاب وانعكاس السياسات الاقتصادية والاجتماعية على نمو التطرف ودور المجتمع المدني في القضاء على الظاهرة، فيما تعهد وزير الدفاع الموريتاني أحمدو ولد الدي ولد محمد الراظي بأن "وزارته ستعمل على تنفيذ تلك التوصيات التي سيخرج بها المؤتمرون"، مشيرًا إلى أن "موريتانيا عانت من ظاهرة الإرهاب، وتجلى ذلك في حادثة لمغيطي وتورين والغلاوية، إذ تعرض فيها الجيش الموريتاني لهجمات إرهابية في الساحل الموريتاني"، وأضاف أن "خطر الإرهاب لابد من التصدي له ومحاربته بكل الوسائل إلى أن يتم استئصاله". وقد أجمع المشاركون على أن "محاربة ما وصفه بالإرهاب "لا تتأتى في أي دولة بمفردها"، مشيرين إلى أنه "لا بد من تعاون وثيق بين مكونات المنظومة الدولية"، مؤكدين أن "التوصيات التي ستصدر عن الندوة، ستكون قيمة مضافة تنير الطريق وتزيل اللبس عن الكثير من المفاهيم". وتزامنًا مع انطلاق اللقاء الدولي بشأن الإرهاب، اعتقلت السلطات الموريتانية سلفيين موريتانيين، وتمت إحالتهما مساء الثلاثاء إلى السجن وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط إثر اتهامهما بالتحضير للالتحاق بتنظيم القاعدة  في بلاد المغرب الإسلامي للقتال،حسب مصادر مطلعة. وكشفت المصادر نفسها عن أن "المتهمين هما إبراهيم ولد أحميدة وهو شقيق سلفي قتل في عملية "عين امناس" النفطية الجزائرية قبل شهر، والمتهم محمد  الأمين ولد الشيخاني، وقد استندت الأجهزة الأمنية  قبل اعتقالهما على معلومات وتحريات وصفتها بالدقيقة، وبعد استجوابات قامت بها للكثير من المشتبه فيهم  منذ بدء العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي، وتخشى السلطات الموريتانية من وجود متعاطفين مع الحركات المسلحة التى كانت تسيطر على إقليم أزواد. وقد نفى بيان صدر الثلاثاء  عن مجموعة السجناء السفليين في السجن المدني  في نواكشوط "أي علاقة لمجموعة السجناء السلفيين بما تناقلته وسائل الإعلام المحلية من تأسيس لتنظيم جديد باسم  "أنصار الشريعة في بلاد سنقيط " الذي أعلن عن تأسيسه أخيرًا من طرف سجين سلفي"، معتبرة أن "التنظيم المذكور مبادرة من شخص واحد ولا تمثل السجناء. يذكر أنه يوجد في السجون الموريتانية سجناء سلفيون عليهم أحكام متفاوتة على خلفية إدانتهم بالقيام بأعمال إرهابية، وانتمائهم لتنظيمات مسلحة من بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.