استعادت قوات مالي والقوات الفرنسية السيطرة مجددا على مدينة غاو كبرى المدن الشمالية بعد يومين من عدم الاستقرار والقتال العنيف مع المتمردين،الذين هاجموا المنطقة بشكل مفاجىء. ونسبت صحيفة" الغارديان" إلى شاهد عيان أن الاشتباكات استمرت اربع ساعات تخللتها عمليات بحث عن المسلحين من بيت الى بيت ، وأن السكان سمعوا في الصباح التالي اصوات انفجارات ضخمة ولكنهم لم يعرفوا سببها ومكانها، وقد التزموا منازلهم خلال القتال. واوضحت الصحيفة انه بعد هدوء المعارك تجمع الكثيرون  حول مقر الشرطة في قلب المدينة الذي تعرض لأضرار كبيرة حيث كانت اشلاء جثة بشرية منتشرة في المكان.  وتقول صومايلا مايغا أنها سمعت إطلاق نيران وأن الناس اختبأوا في منازلهم بعدما أصابهم الذهول مما حدث. وقالت مصادر في القوات الفرنسية وقوات مالي أن مدينة غاو قد عادت إلى سيطرة القوات الدولية المشاركة في الحملة على المتمردين في شمال مالي الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة. إلا أن الحكومة في مالي اعتبرت بأن الوضع في غاو لا يزال خطيرا وغير مستقر. واوضح وزير الاتصالات في مالي مانغا ديمبل أن القوات العسكرية تتعامل بجدية مع الوضع الذي وصفه بأنه سريع التغير ، وهو لا يجزم بان الجهود الحالية كافية للتخلص من المتمردين الإسلاميين في الشمال . وتشير الغارديان إلى أن الأحداث الأخيرة في غاو تعزز المخاوف من أن الصراع في مالي سيتمد لأجل طويل في الوقت الذي تواصل الطائرات الفرنسية غاراتها لطرد المتمردين إلى مخابئهم في الصحراء الكبرى. وكانت مدينة غاو قد شهدت هجمات انتحارية يومي السبت والأحد الماضيين وهي الأولى التي تشهدها مالي ، ضد نقطة تفتيش ، وقد أعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا مسؤوليتها عن تلك الهجمات. واعتبر دبلوماسي غربي أن ما يحدث في غاو شيء خطير ولكنه كان متوقعا ، واضاف انه من الصعب القول بان هذا آخر ما لدى بقايا المتمردين الإسلاميين حول غاو او أنهم لديهم القدر الكافي من الموارد والأفراد لخوض حرب تمتد لسنوات. مشيرا الى أن السكان المحليين يعادون المتمردين الإسلاميين الأمر الذي يجعل الوضع في مالي مختلفا عن الوضع في أفغانستان ، كما أن الدعم الشعبي للتدخل الفرنسي سيصعب من نشاط الجماعات الإرهابية في شمال البلاد.