تبنّت جماعة أهل لدعوة والجهاد النيجيرية المعروفة بـ"بوكو حرام"، الإثنين، اختطاف عائلة فرنسية مكونة من 7 أفراد في الكاميرون، واشترطت لتحريرها، أن تطلق السلطات النيجيرية والكاميرونية عناصر من الجماعة تعتقلهم لديها. وظهرت العائلة المكونة من الوالد والوالدة وأولادهما الأربعة وشقيق الوالد في شريط فيديو، نشر على الإنترنت، استهله الوالد بقراءة إعلان بالفرنسية يقول فيه "نحن أوقفنا على يد جماعة أهل الدعوة والجهاد الذين يريدون تحرير أخوانهم في نيجيريا". وبعد ذلك تلا شخص يغطي كامل وجهه بياناً بلغة عربية ركيكة، قال فيه "نحن جماعة أهل الدعوة والجهاد التي يلقبونها بـ"بوكو حرام".. أمسكنا هؤلاء الأفراد الـ 7، وهم رجلان وامرأة و4 أولاد بين حدود نيجيريا والكاميرون لبعض أغراضنا". وتوجّه إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بالقول "فليعلم رئيس فرنسا الذي يحارب الإسلام، نحن قمنا بمحاربته في كل مكان (...) وانتشرنا في كل مكان لإنقاذ أخواننا المستضعفين". وحذّر المتحدث، الرئيس النيجري، غودلاك جوناثان، بالقول "فليعلم أننا قادمون وأننا منتصرون مهما طال حصاركم لنا وكيدكم علنا سننتصر ونقيم دولة الإسلام في نيجيريا". وأضاف "إن أردت أن نترك هؤلاء الفرنسيين اترك نساءنا اللاتي حبستهن ونحذر رئيس الكاميرون (من أن عليه) إطلاق سراح أخواننا في سجونكم بسرعة وإلاّ سترون ما سيحل بكم"، محذراً بالقول "نفذوا هذه المطالب كلها وإن تركتم منها شيئاً سنذبح هؤلاء الأفراد الذين أخذناهم". وبدت العائلة الفرنسية في الفيديو في مكان مغلق ومحاطة بـ 3 أفراد ملثمين والوالدة تضع غطاء أسود على رأسها، ولم يتضح زمان ومكان التقاط الصور. وعلى إثر انتشار الفيديو، عقد اجتماع طارئ دام ساعة في قصر الإيليزيه لمجلس الأمن القومي الفرنسي بمشاركة رئيس الحكومة، جان مارك إيرولت، ووزير الدفاع جان إيف لو دريان، وقائد هيئة الأركان الأميرال إدوارد غيّو. وأكد إيرولت اختطاف "بوكو حرام" للعائلة الفرنسية، فيما وصف وزير الخارجية لوران فابيوس صور العائلة المختطفة بأنها "صادمة بشدة لنا جميعاً وتظهر وحشية لا حدود لها". وأضاف فابيوس "نقوم بالتحقيق الضروري من ظروفه (الفيديو) وتمت تعبئة جميع أجهزة الدولة لتحرير مواطنينا". وكان فابيوس أعلن الأربعاء إن فرنسا لن ترضخ لخاطفي العائلة الفرنسية في الكاميرون، مؤكداً أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتحريرها. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أكدت الثلاثاء تعرض عائلة فرنسية مكونة من 7 أفراد، بينهم 4 أطفال، للاختطاف في الكاميرون، علماً أنها تعيش في العاصمة ياووندي، ويعمل الأب في شركة الطاقة الفرنسية "جي دي أيف سياز". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن اختطاف الفرنسيين في الكاميرون "يثبت حقيقة التهديد "الإرهابي" الموجود منذ ما قبل التدخل الفرنسي في مالي، ويؤكد من جديد ضرورة عدم ترك منطقة الساحل تتحول إلى ملاذ لهذه المجموعات".