كشفت وزارة الدفاع البريطانية، للمرة الأولى، عن تحطم ما قرب من 450 طائرة من دون طيار تابعة لقواتها الجوية خلال الحرب على العراق وأفغانستان، على مدى السنوات الخمس الأخيرة، منهم 5 طائرات قد تحطمت بسبب خطأ الطيار أو عطل فني أو عدم الرغبة في استخراجها من مناطق معادية، فيما تُسلط هذه الأرقام الضوء على اعتماد الجيش المتزايد على التكنولوجيات التي تعتبر وسيلة لتقليل المخاطر التي تتعرض لها القوات الأمامية، واعترفت وزارة الدفاع البريطانية أنها تحاول "زيادة معايير السلامة في عدد من المناطق، عن طريق تحديث الدورات التدريبية"، لكن بعض المسؤولين يصرون على استخدام الطائرات من دون طيار في الظروف الصعبة، وقال المسؤولون إن تلك الطائرات قد تم تشغيلها لآلاف الساعات خلال العمليات الحساسة والخطيرة، وأن هذه المعلومات أثارت مخاوف بين النشطاء حول جديتها، وقيل إن بعض الطائرات من دون طيار الأصغر حجمًا، وهي أكثر عرضة للحوادث، مماثلة لتلك التي يجري بالفعل استخدامها في النقل الجوي في المملكة المتحدة، فيما أكد مؤسس موقع "Drone Wars UK" كريس كول، أن "صناعة الطائرات من دون طيار تتحدث باستمرار عن الفوائد الاقتصادية لتلك الطائرات، ولكن الحريات المدنية والآثار المترتبة على السلامة هي القضية التي تحتاج إلى عناية حقيقية". وأصدرت وزارة الدفاع البريطانية هذه التفاصيل عن حوادث الطائرات من دون طيار، تحت قانون "حرية تناقل المعلومات"، وقيل إن عملياتها نُظر إليها من قبل البعض على أنها مصلحة عامة قوية، لذلك يجب أن تكون المعلومات متاحة وتتمتع بالشفافية حول استخدام هذا السلاح، وتوضح الأرقام أن الجيش البريطاني فقد "ريبر" وهي إحدى الطائرات من دون طيار منذ العام 2007، وهي الوحيدة التي تحمل صواريخ "هيلفاير"، وكذلك معدات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتبلغ تكلفتها 10 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى تسع خسائر أخرى من الطائرات الكبيرة، وهي "هيرميس 450"، فقد تحطمت ثمانية طائرات بلغت تكلفة كل واحدة مليون جنيه إسترليني في أفغانستان، وأخرى في العراق، وانخفض أسطول المراقبة إلى النصف بسبب هذه الحوادث، حيث تم تحطيم  412 طائرة من دون طيار من طراز "هوك 3" الصغيرة في السنوات الخمس الأخيرة. وقد استخدمت القوات البريطانية طائرات أخرى من دون طيار صغيرة، وهي "الدبور الأسود"، و"ترانتولا هوك" في أفغانستان، 25 منهم تم تحطيمهم خلال العمليات العسكرية، وتعتبر طائرة "الدبور الأسود" من أحدث تلك الطائرات، وتعتبر قطعة من المعدات التي سيتم نشرها في الصراع، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر صغيرة، وهي مجهزة بكاميرا فيديو لتعطي القوات صور ثابتة. وقالت وزارة الدفاع، إن أسطول طائرات "هيرميس" عمل في الهواء لمدة 75000 ألف ساعة، وخرجت طائرات "صقور الصحراء" في أكثر من 30 ألف عملية، وعلى الرغم من معدل الخسارة العالي، يُعتقد أن الجيش لا يزال يوفر طائرات "صقور الصحراء"، وهي مرنة ولا غنى عنها لاستخبارات للقوات البرية البريطانية، فيما أفاد المتحدث باسم الوزارة أنه "يتم التحقيق في كل حادث حتى نتعلم من الدروس، وتستخدم المملكة المتحدة عددًا من الطائرات من دون طيار في أفغانستان والتي توفر على قواتنا المواجهة مع العدو وتساعد على إنقاذ الأرواح، ووفقًا لتحليلنا، كانت هناك حوادث لأكثر من 100 طائرة تابعة للجيش في أكثر من 20 بلدًا منذ العام 2007، كما تحطمت أكثر من 400 طائرة بريطانية في أفغانستان