حاز ملف الأزمة في مالي ومنطقة الساحل على قسط كبير من المحادثات التي جمعت وزير الشؤون المغاربية والأفريقية في الحكومة الجزائرية عبد القادر مساهل مع الوزير البريطاني المسؤول عن حقيبة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستار بورت، حيث أيدت الجزائر الموقف البريطاني الرامي إلى تحويل قوات غرب أفريقيا "إكواس" إلى قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، كما أعرب مساهل عن ارتياح الجزائر وبريطانيا للمستوى الذي بلغته علاقات البلدين، والخطوات المبذولة في سبيل تعزيز التعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والسياسي، مشيرًا إلى توافق الرؤى بين الدولتين بشأن التعامل مع الأزمة المالية. وأضاف مساهل في هذا السياق أن الجانبين تطرقا إلى الخطوات الرامية إلى إيجاد حل للأوضاع السياسية في مالي، إضافة إلى موضوع الانتخابات المقررة في غضون الأشهر المقبلة، والحوار الوطني الذي خرجت به ورقة الطريق المالية، والذي اعتبره "يهم كل المعنيين من سكان الشمال، الذين يرفضون تقسيم هذا البلد، و يقطعون العلاقات مع الإرهاب والجريمة المنظمة". وبشأن مكافحة "الإرهاب"، جدد الوزير مساهل موقف الجزائر، مؤكدًا على أن "ما يهدد الأمن في هذه المنطقة هو ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة، التي تقع مكافحتهاعلى عاتق كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وليس على بلد أو بلدين". وقال مساهل "تم التطرق إلى العلاقات الثنائية وتقييمها بصفة شاملة وكاملة"، معربًا عن ارتياحه لما تم التوصل إليه، والخطوات الايجابية بالنسبة لتعزيز التعاون الثنائي على المستويين الاقتصادي والتجاري، وفي مجال التشاور السياسي بين البلدين. وأضاف الوزير "إن اللقاء انصب أيضًا على العلاقات بين البلدين في الميدان الأمني"، مذكرًا بالاتفاق الذي تم بمناسبة زيارة الوزير الأول البريطاني دافيد كامرون إلى الجزائر، والقاضي بإنشاء لجنة تتطرق إلى قضايا الأمن ومكافحة "الإرهاب".