الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
كشف تقرير صادر عن منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، عن انتشار عمليات الخطف في معسكر الشجراب للاجئين في ولاية كسلا شرق السودان من قِبل جماعات قبلية، مما أسفر عن مغادرة أعداد كبيرة من اللاجئين للمعسكر. وشدد التقرير على أهمية مكافحة عمليات الخطف في معسكر الشجراب، موضحًا أن هناك تنسيق بين الحكومة السودانية ووكالات الأمم المتحدة لتعزيز الحماية اللازمة للمخيم، عقب انتشار عمليات الخطف التي تقوم بها جماعات قبلية، وأدت إلى مغادرة أعداد من اللاجئين للمعسكر الواقع في ولاية كسلا، حيث غادر حوالي 551 لاجئ المعسكر خلال العام 2012م, كاشفًا عن احتجاج أعداد كبيرة من هؤلاء بالقرب من مكتب المفوضية داخل المخيم على خلفية عمليات الخطف التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وأن السلطات الإريترية قدمت طلبًا للحكومة السودانية، دعت فيه إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بمنع عمليات الخطف. وقالت المتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف ميليسا فليمينغ، "على مدى العامين الماضيين شهدنا اختفاء الناس من مخيمات شجراب وخطف بعضهم، فيما أكد معتمد اللاجئين السودانيين المهندس حمد الجزولي، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، الجمعة، أن الظاهرة موجودة في شرق السودان منذ فترة، وأن هناك محاولات مشتركة مع حكومة كسلا والمفوضية السامية لشوؤن اللاجئين للتقليل من هذه الظاهرة، وأن إجراءات جديدة ستُتخذ من بينها إجراء عمليات فحص للقادمين الجدد على الحدود، بالإضافة الي عقد ورش عمل لتبصير العاملين في هذا المجال، ورفع الوعي عند اللاجئين أنفسهم وتبصيرهم بخطورة الظاهرة. وأضاف الجزولي أن "توفير الدعم للجهات المحلية من وسائل للحركة وأجهزة الاتصال، سيساعد كثيرًا في مواجهة الظاهرة، وأن معتمدية اللاجئين بالتنسيق مع المفوضية السامية اتفقت مبدئيًا على قيام مؤتمر إقليمي بمشاركة إريتريا وليبيا ومصر والسودان وإثيوبيا باعتبارها من الدول المعنية بمكافحة الظاهرة والقضية، التي شكلت محور لقاءات مع وزارة الداخلية السودانية والأجهزة الأمنية ومكتب المفوضية السامية لشوؤن اللاجئين في الخرطوم، ومع رئاسة المفوضية في جنيف الأيام الأخيرة. وردًا على سؤال لـ"العرب اليوم" إن كان قد تلقى استفسارات دولية عن تفشي الظاهرة أخيرًا، أجاب معتمد اللاجئين السودانيين، "بالطبع تمت مثل هذه الاتصالات، وتجري السلطات الأمنية تحقيقات واسعة لتوقيف الأشخاص والمجموعات التي قامت بعمليات اختطاف للاجئيين من معسكر الشجراب أخيرًا، وإن كان من الصعوبة الآن تحديد أرقام المخطوفين بدقة لأن الكثير من العمليات تتم في الخفاء وبسرية تامة، ولم نتلقى بلاغات بحدوث عمليات خطف جديدة". وأوضح المهندس حمد الجزولي، أن "شبكات خارجية تضم عناصر من دول الجوار (إريتريا وإثيوبيا) وبعض اللاجئين القدامى وأفراد من القبائل الحدودية، وراء الظاهرة"، لكنه عاد وأكد أن "السلطات المعنية بالتعامل مع ملف اللاجئين على المستوي المركزي والولائي والدولي، يتم تنسيق بينها الآن وبدرجة عالية، للتقليل من الظاهرة والتصدي لها"، مختتمًا تصريحاته بالتاكيد على أنه "إذا لم يتوافر الدعم والإمكانات للسلطات والأجهزة للانتشار على الحدود، فإن كل المحاولات ستفشل، ولن يُكتب لها النجاح".