مراكش - ثورية إيشرم
أكَّدت أخصائية الأطفال، الدكتورة، سعيدة نجمي، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "هناك كثيرًا من الأمهات تعتبر ليونة البراز عند الطفل إسهال، ولكن تعريف الإسهال، هو زيادة عدد مرات الإخراج مع وجود الليونة، وهو من الأمراض التي تصيب الأطفال، خصوصًا في فصل الشتاء، وهو أكثر الأمراض انتشارًا لدى الأطفال، ويمكن تقسيمه إلى إسهال بسيط، وإسهال شديد، أي بين 4 إلى 10 مرات في اليوم". وأشارت الطبيبة، إلى أن "هناك أسبابًا عدة تؤدي إلى إصابة الأطفال بالأسهال الحاد، نذكر منها؛ تناول بعض المشروبات غير الصحية للطفل، والآثار الجانبية لبعض الأدوية، التي يتم تعاطيها دون وصفة طبيب،كما أن نزلات البرد وبعض الفيروسات التي تصيب الأمعاء، مثل: فيروس روتا، وهو فيروس خطير جدًّا، تؤدي إلى إسهال الطفل، إضافةً إلى الكوليرا، والسلمونيلا، والشيجيلا، التي تسبب التيفويد، ليبقى أهم سبب يؤدي إلى إسهال الأطفال، هو نمط التغذية، حين يتغير نوع الحليب الذي يتناوله الطفل، وإضافةً إلى نوع جديد من الغذاء، يكون غير مناسب لعمر الطفل، كما يمكن أن يكون الإسهال الشديد نتيجة تسمم غذائي، وكذا أنواع من الفيتامينات إذا أخذت بجرعات زائدة، لذلك من الضروري تحليل براز الطفل؛ لمعرفة السبب، ويعتبر هذا التحليل في المجال الطبي ذو أهمية كبيرة جدًّا". وأضافت الدكتورة سعيدة، أن "هناك أعراضًا عدة مصاحبة للإسهال إذ نجد القيء، وهو الأمر العرضي الأول، ويعد رئيسًا، ثم الإحمرار في فتحة المؤخرة، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وأوجاع البطن، إضافةً إلى الجفاف، وهذا من أخطر الأعراض التي يمكن أن يتعرض لها الطفل المصاب بالإسهال"، موضحة أنه "يمكن بسهولة معرفة إذا ما كان الطفل مصاب بالجفاف، إذ تزداد رغبته في شرب الماء، وتصبح عيناه غائرتين، حيث يعلوهما بعض السواد، كما يصبح اللسان والشفاه والجلد جافًا، وشهية الطفل تصبح مفقودة". وأوضحت الدكتورة، أن "العلاج من الإسهال عند الأطفال، يعتمد في الأساس على تعويض كمية الماء المفقودة من الجسم، لاسيما خلال الـ24 ساعة الأولى، حيث إن الغالبية العظمى من الوفيات عند الأطفال في العالم، بسبب الإسهال الحاد، ويكون بسببها الجفاف، الذي يصاب به الطفل من جراء فقدان السوائل والأملاح بكميات كبيرة، وعدم تعويضها بإعطاء محلول الجفاف الذي يتكون من ماء وجلوكوز وأملاح بكميات متوازنة، وهي سهلة التحضير، ومتوفرة في جميع الصيدليات، والأفيد أن تعطى تلك الأملاح باردة، أي في كوب ماء بارد، وتلك قاعدة، فكل أنواع الشراب سواء الحلوة أو المالحة تشرب باردة، وذلك حتى يستسيغها الطفل، ولا تسبب له القيء، وشرب الأملاح المعدنية لا يمكن أن يعوض بأية طريقة حتى من دون استشارة الطبيب المختص، لأنه بمثابة إجراء أولي لمحاربة جفاف الجسم عند الطفل". وأضافت الدكتورة، أنه "ينصح في حالة إسهال الطفل إطعامه حساء الخُضر من قبيل؛ البطاطس، والجزر، والأرز، حسب السن، وهنا يمكن إدراج أهمية حليب الأم في الرضاعة، وحتى إذا كان الطفل يأخذ حليبًا اصطناعيًّا، يجب أن يخلو من أي مادة تسبب الإسهال، هذا بالإضافة إلى الإكثار من تناول الأطعمة التي لها تأثيرات مخففة لحدة الإسهال كالتفاح والموز لاحتوائهما على البكتين، ونسبة عالية من البوتاسيوم، وتناول أغذية غنية بالبروتين، وسهلة الهضم والامتصاص". ونصحت الدكتورة، أنه "في حالة إصابة الطفل بالإسهال لا يجب استخدام المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية؛ لأنه أحيانًا يكون الطفل مصابًا بأمراض تكون لها مضاعفات خطيرة في حالة استخدام تلك المضادات الحيوية، ومن وسائل الوقاية الأخرى، الاهتمام بنظافة الطعام والماء، الذي يتناوله الطفل، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين باستمرار، واحترام مواعيد اللقاحات، والأكل". وأوضحت الدكتورة أن "الطفل معرض لنوبات عدة من الإسهال خلال السنة الواحدة، لاسيما في فصل الشتاء ما يؤثر سلبًا على تغذيته؛ لذلك تنصح المنظمات الطبية العالمية باستمرار تغذية الطفل بالأطعمة عالية السعرات الحرارية لمدة أسبوعين على الأقل من انقضاء نوبة الإسهال الحاد، وذلك لاستدراك نقص الوزن خلال فترة الإسهال، وهذا يتم بإضافة "السيريلاك" إلى الحليب، أو إضافة زيت أو سمن إلى أنواع الحبوب التي يتناولها الطفل".