أكدت أخصائية طب الأطفال، الدكتورة نادية شوقي، في حديث خاص لـ"العرب اليوم"، أن "مرض التهاب السحايا عند الأطفال رغم خطورته لكن يُمكن علاجه وتفادي مضاعفاته, إذا ما اُكتشف في الوقت المناسب, كما أن الوقاية منه مُمكنة عن طريق التلقيح، واحترام مواعيد التذكير, بالإضافة إلى العناية بالنظافة اليومية الجيدة؛ مثل: غسل الأنف، والعينين، والأذنين، ويبقى التطعيم ضرورة لابد منها وأفضل وسيلة آمنة للتقليص من فرص الإصابة بهذا المرض". وبيَّنت نادية شوقي أن "مرض التهاب السحايا عند الأطفال يكون من خلال مرور جرثومة في السائل النخاعي للطفل، ويصيب الأطفال الصغار جدًّا, ويكون التشخيص أكثر صعوبة لدى الصغار أقل من ثلاث سنوات"، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الجراثيم المسؤولة عن مرض التهاب السحايا, مثل: الجراثيم الفطرية، أو الطفيلية, أو الفيروسات، وهي الأكثر شيوعًا، لكنها تبقى خفيفة لحسن الحظ، ودون عواقب وخيمة بشكل عام، في حين أن البكتيريا هي شديدة الضراوة، وتترتب عليها عواقب شديدة تتطور لتؤدي إلى الموت في بعض الأحيان". وأشارت إلى أن "الفيروسات التي تؤدي إلى التهاب السحايا متعددة, مثل: فيروس النكاف، والحصبة أو الحصبة الألمانية, وفيروس الهربيس, وجميع الفيروسات التي تستقر  في الممرات الهوائية العليا, أما بالنسبة للبكتيريا  المُسببة  فهي المستديمة النزلية, والمكورات السحائية، والمكورات الرئوية, لكن أخطرها  هو التهاب السحايا، الناتج عن المتفطرة السلية, لكنها تبقى نادرة". وعن أعراض التهاب السحايا البكتيري، أوضحت شوقي، أنها "تبدأ بارتفاع في درجة الحرارة, مع تصلُّب في العنق، وهذا الأخير لا يكون لدى الأطفال الصغار, بالإضافة إلى حساسية تجاه الضوء مع صداع قوي, وقيء متكرر, ورفض تناول الطعام، أو أخذ زجاجة الحليب بالنسبة للرُّضع"، مضيفة أنه إذا "فَقَد الطفل القدرة على الاستجابة لأية مثيرات موجودة حوله، أو ظهرت لديه بقع يتراوح لونها بين الأحمر الفاتح، والغامق، أو تورم رأسه قليلًا إلى الخارج، فينبغي على الآباء حينئذٍ استدعاء طبيب طوارئ أو طبيب أطفال مختص بأقصى سرعة ممكنة، أو اصطحابه إلى المستشفى بشكل فوري لفحصه". وشدَّدت شوقي، على "ضرورة اتخاذ الآباء لهذه الإجراءات بأقصى سرعة من أجل وقاية الطفل من الأضرار التي تلحق به بفعل هذا المرض، مثل: الإصابة باضطرابات حركية أو الوفاة، وبالنسبة للعلاج  فيكون عبر الوريد لمدة لا تقل عن 7 أيام إلى 14 يومًا حسب الجرثومة المسببة، كما أن علاج الأشخاص المخالطين للمريض يمكن أن يكون مطلوبًا في حالة المكورات السحائية, وذلك في 48 ساعة الأولى, كما أن خطر انتقال العدوى يقل بعد 48 ساعة من تلقي العلاج". وبشأن مضاعفات التهاب السحايا، أشارت نادية شوقي إلى أنها "تشمل الصَّمم، والعمى، والتخلف العقلي، أو الصَّرع"، محذِّرة من "سوء استخدام المضادات الحيوية، ولاسيما الجيل الثالث من "السيفالوسبورين"، ذلك أنه يشكل تهديدًا حقيقيًّا لمقاومة هذه البكتيريا، ضد هذا الجزء الذي يشكل أحد الأساليب الفعالة لعلاج التهاب السحايا الجرثومي". وتمنَّت أخصائية الأطفال، في ختام حديثها، أن "ينزل في الأسواق قريبًا اللقاح ضد التهاب  المكورات السحائية من نوع "بي"؛ لأنه الأكثر شيوعًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي ما زال قيد الدراسة".