السفارة الصينية في دمشق

 نفت السفارة الصينية في دمشق في أوّل رد رسمي لها ماتداولته صحيفة الوطن السورية بشأن استعداد بكين للمشاركة في عملية تحرير إدلب  مشيرة أن هذه الأنباء عارية عن الصحة.

ونشرت صحيفة "الوطن" الثلاثاء 7 آب / أغسطس توضيحًا، تضمن بيان السفارة بهذا الصدد، والذي عزا ظهور الخبر إلى "سوء ترجمة كلام السفير والملحق العسكري"، ومؤكدًا أن الصين تقف مع الحل السلمي للأزمة السورية، وأنه لم ولن توجد لديها قوات عسكرية في سورية يمكن أن تشارك الجيش السوري في أي عملية عسكرية.

و كتب عضو هيئة التفاوض السورية المعارضة هادي البحرة في تغريدة له، أن الهيئة تلقت تأكيدًا من السفارة الصينية في الرياض على أن الخبر غير صحيح وأن الجانب الصيني طلب الاعتذار من صحيفة "الوطن" عن نشره.

وكان طول انتظار تعليق من الصين، التي لم توضّح موقفها إلا بعد نحو أسبوع من انتشار الخبر، دفع بعض المراقبين إلى الحديث عن احتمال "نقلة نوعية" في استراتيجية الصين الدولية، بعد أن اعتمدت على مدار عقود مبدأ عدم إرسال القوات المسلحة إلى الخارج.

وأشار المراقبون أن مصالح الصين في الشمال السوري تتمحور بشأن رغبتها في القَضاء على مواطنيها المنخرطين في الحزب الإسلامي التركستاني، الذين يقاتلون تحت لواء "هيئة تحرير الشام" "النصرة" سابقًا" ويملكون قدرات قتالية عالية جدًا، وذلك للحيلولة من دون عودتهم إلى منطقة آسيا الوسطى، أو حتى إقليم شيتجيتانغ الصيني ذي الغالبية الأويغورية والملاصق لتلك المنطقة.

ولم يُرجّح  معظم المراقبون مشاركة صينية عسكرية مباشرة في معركة إدلب المحتملة، إلا أنهم ينوهون بأن الصينيين ربما يضغطون من أجل تنفيذ عملية محدودة على الأقل، تركز على مدينة جسر الشغور غرب إدلب، والتي تعتبر معقل مسلحي الحزب الإسلامي التركستاني في المنطقة.

ولا يستبعد المتابعون أن تدعم بكين مثل هذه العملية ماليا وماديا، مذكرين بأن دمشق تلقت من الصين قروضًا وشحنات مواد عسكرية من اللباس، والمعدات، ووسائل النقل، بالإضافة إلى بعض أنواع الأسلحة الخفيفة، منذ اندلاع النزاع في البلاد 2011.