المُعتَقَلون السوريّون المُفْرَج عنهم

تداولت صفحات التواصل الاجتماعي صوراً لمعتَقلين سوريين أثناء خروجهم من المعتقلات الأمنية، وهم في حالة صحية تبدو سيّئة للغاية، حيث بدوا وكأنهم هياكل عظمية تتحرك، حتى أن بعضهم كان مجرداً من الألبسة، وحفاة الأقدام، في مشاهد تُدلّل على مدى سوء الأوضاع الصحية التي كانوا يرزحون تحتها.
وشهدت مواقف باصات "البولمان" ازدحاماً كبيراً، نتيجة تجمّع العشرات من المُفرَج عنهم، وأفاد ناشطون أن شركات النقل في دمشق، رفضت نقل عشرات المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم، خاصة وأنهم لا يمتلكون أجرة النقل إلى بلداتهم.
وفي تصريح خاص لـ" العرب اليوم" من أحد المعتقلين المُفرَج عنهم مؤخراً والذي تحفّظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية : أن المعتقلين المفرَج عنهم مؤخراً، مِمَن بقوا على قيد الحياة، حياتهم مهددة بالخطر الشديد فالبعض يخرج حياً من المعتقل، لكنه إما فاقداً للذاكرة أو مشوهاً في وجهه أو قُطّعت إحدى يديه أو رجليه أو مشلولاً ، وأحيانا يموت بعد خروجه من المعتقل بأيام، أضف إلى ذلك الأمراض الجلدية المنتشرة والتي تحتاج الى علاج طويل و مُكلّف من الصعب توافره.
يذكر أن المعتقلين الذين سبق وتم الإفراج عنهم بموجب صفقة التبادل مع الأسرى الإيرانيين ، تُوفِّى أحدهم بعد ساعة من الإفراج عنه، بينما تُوفي أربعة عشر آخرون بعد أيام من خروجهم من المعتقل.
وتشير تقارير صادرة عن منظمات دولية تُعنى بحقوق الإنسان إلى أن عدد المعتقلين والمعتقلات يتراوح بين خمسين وسبعين ألفٍ من بينهم آلاف المعتقلين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام وثمانية عشر عاماً ومثلهم من النساء والفتيات.