أكدت لجنة الوساطة الأفريقية الاستمرار في إجراء الاتصالات بين السودان وجنوب السودان حتى يتم الاتفاق بينهما، وتطوي صفحة خلافات البلدين بشأن قضايا عدة وملفات عالقة، وأصدرت اللجنة  برئاسة ثابو أمبيكي بيانًا صحافيًا، الأحد، أكدت فيه أن الطرفين السوداني والجنوب سوداني قد أحرزا تقدمًا وصفته بأنه "تقدم ملحوظ" إبان محادثاتهما الأخيرة في أديس أبابا،  وأن الرئيسين عمر البشير وسلفا كير سوف يلتقيان إبان قمة الاتحاد الأفريقي المقبلة لتحقيق المزيد من التقدم في حل القضايا العالقة، و"هو أمر حيوي لإقامة علاقات سلمية بين الدولتين، وسيجري الجانبان مزيدًا من المحادثات بشأن المناطق الحدودية المتنازع عليها، بالأضافة إلى التشاور لإيجاد حل للقضايا المتعلقة بشركة سودابت للنفط (شركة سودانية صادرت حكومة جنوب السودان أصولها)، إلى جانب بحث استئناف صادرات النفط  الجنوبي، وأكدت اللجنة في بيانها أنها سوف تستم في الاتصال بالطرفين، وأعربت عن ثقتها  في أن القمة المقبلة للاتحاد الأفريقي نهاية كانون الثاني/ يناير ستوفر فرصة للرئيسين لتحقيق المزيد من التقدم في حل القضايا العالقة. وكان السودان وجنوب السودان تبادلا الاتهامات بعد أن أخفقا فى التوصل إلى تسوية بشأن تنفيذ اتفاق التعاون الشامل الموقع بينهما أيلول/ سبتمبر الماضي، وفشلا في التحضير لقمة البشير سلفاكير المزمع عقدها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكان وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أعلن في تصريحات في مطار الخرطوم، عقب عودته من أديس أبابا، السبت، عن عقبات حالت دون توقيع الطرفين على المصفوفة، بسبب مواقف وفد التفاوض الجنوبي تجاه  نزاع البلدين بشأن تبعية أبيي وترسيم الحدود وفك الارتباط بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وجنوب السودان، وبينما ينتظر أن تعقد جولة رابعة من مفاوضات اللجنة العسكرية الأمنية بين البلدين في الثالث عشر من شباط/ فبراير المقبل، يقول الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان، العقيد فيليب أقوير "إن الجيش الشعبي ملتزم بالتريبات الأمنية، وما ورد في اتفاق البلدين بشأن هذه الترتيبات. وأكد أقوير في تصريحات عبر الهاتف لـ "العرب اليوم" من مدينة جوبا عاصمة بلاده إن السبب في تعطيل تنفيذ بند الترتبات الأمنية الخرطوم وليس جوبا، فعندما نتحدث عن انسحاب من الحدود هذا يعني بالنسبة إلينا أن الانسحاب يجب أن يكون متزامنًا مع انسحاب الجيش السوداني من أراضٍ جنوبية، وأضاف الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان إن الجيش الشعبي لا يوجد الآن في أي أرض سودانية، رغم ذلك يقول العقيد أقوير فان "القوات المسلحة السودانية تحتل مناطق في ولايات غرب بحر الغزال وولاية الوحدة وجزء من ولاية أعالي النيل"، مشيرًا إلى "التزام الجيش الشعبي بكل ما يصدر من اتفاقيات تصدر عن اللجنة الأمنية العسكرية بين البلدين، وبترتيات لجنة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى، المرتبطة بالمنطقة العازلة". ويخشى البعض من تدخل دولي لحسم الخلافات بعد أن تعثرت مساعي الوساطة الأفريقية، التي تقوم بها منذ أكثر من العام، في حل خلافات البلدين، التي برزت في أعقاب انفصال الجنوب عن الشمال، العام قبل الماضي.