واصل الطيران الحربي السوري غاراته، صباح الخميس، على جرود عرسال، مطلقًا صواريخه من نوع "جو - أرض"، التي سقطت في منطقة الرهوة - وادي عجرم، بحجة ملاحقة مجموعات مسلحة انسحبت من رأس العين، ورنكوس، اللّتان تتعرضان لهجوم مشترك من القوات السورية ومقاتلي "حزب الله"، في وقت اشتعلت فيه الجبهة السورية على محور قلعة الحصن، شمال لبنان، وتعرضت القرى اللّبنانية المواجهة للحدود لقصف عنيف، تركز على جرود وادي خالد، والقرى الواقعة على خط البترول السعودي، المؤدي إلى مصفاة طرابلس، والمتوقف عن العمل أكثر من 20 عامًا. وانتقلت سيّارات الإسعاف، صباح الخميس، إلى وادي خالد، بغية إجلاء الجرحى، في أعقاب روايات عن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين سوريّين عند الحدود اللبنانية – السوريّة، وتحديدًا على خط البترول في وادي خالد. وأوضح ائتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة اللاجئين السوريين، في بيان له، أنّ "غرفة العمليات التابعة للائتلاف تتابع شؤون الجرحى السوريين منذ الرابعة فجرًا"، مشيرًا إلى أنَّه "دخل إلى وادي خالد حتى الآن 25 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، وهم من جرحى قلعة الحصن، والأعداد في تزايد مستمر"، مؤكّدًا أنَّ "الفريق ينسق مع الصليب الأحمر اللبناني، في نقلهم وتأمين علاجهم". واستعادت طرابلس هدؤها الحذر، صباح الخميس، عقب ارتفاع التوتر على المحاور التقليدية، وسط مخاوف من اتجاه الأمور نحو المزيد من التعقيد، ما لم يتم تدارك الموقف قبل فوات الأوان. وتوقف الجيش اللّبناني عن الرد على مصادر النيران، باستثناء تلك التي تستهدفه، على شكل اعتداءات ممنهجة ومنظمة، في خطوة تعبّر عن رفض المؤسسة العسكرية لتكبيلها بشروط المجموعات المسلحة المغطاة سياسيًا، ما يؤدي إلى ضرب هيبة الجيش وشلّ حركته. وكان التوتر قد عاد إلى طرابلس مع إعلان وفاة أحد مسؤولي المجموعات في التبانة، الذي تخلّل تشيّيعه استهداف نقطة للجيش عند طلعة العمري، ومن ثم عودة الاشتباكات إلى عدد من المحاور، التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، واستمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء. وارتفعت حصيلة الجولة الـ20، منذ انطلاقها يوم الخميس الماضي، إلى 12 قتيلاً بينهم شهيد للجيش، وأكثر من 90 جريحًا، بينهم 25 للجيش. وكان الطيران السوري قد أغار، الأربعاء، على جرود بلدة عرسال اللبنانية، الحدودية، دون الإفادة عن وقوع إصابات. وأوضح مصدر أمني أنّ "مروحية سورية نفّذت غارتين على منطقتي وادي عجرم وخربة يونين، في جرود عرسال، بعد الساعة التاسعة من مساء الأربعاء، بالتوقيت المحلي، ولم تؤد الغارتان إلى وقوع إصابات"، مشيراً إلى أنَّ "المنطقتين غير مأهولتين". ورجّح المصدر أن يكون القصف استهدف مقاتلين سوريين فارين من منطقة القلمون، السورية الحدودية مع عرسال. ومنذ سيطرة القوات الحكوميّة السورية و"حزب الله"، الأحد الماضي، على مدينة يبرود في القلمون، لجأ الاف السوريين، بينهم مقاتلون، إلى عرسال، التي باتت تستضيف أكثر من ستين ألف لاجئ سوري، فيما عزّزت وحدات الجيش وجودها في عرسال، والمنطقة، بغية ضبط الحدود قدر الإمكان.